كان حزب «بهارثيا جاناتا» الهندوسي المتعصب يتوقع تعنتاً باكستانياً ضد الرغبة الأمريكية في ضرب حركة طالبان، غير أن برويز ومستشاريه فوتوا هذه الفرصة، بل إن برويز مشرف كان واضحاً جداً، وهو يقول لمختلف الفعاليات الباكستانية بأن الهدف الهندي يتمثل في ضرب القوة الباكستانية ممثلة في السلاح النووي .. وإن الهند تنتظر بفارغ الصبر تلك اللحظة التي يقوم فيها اليانكي الأمريكي بضرب باكستان، موفراً عليها مشقة الحرب وإنجاز خلع المخالب الاستراتيجية الباكستانية . باكستان تحملت تبعات الاتساق مع الخيار الأمريكي، مراهنة على النتائج السلبية المؤكدة لحرب الأمريكان ضد أفغانستان .. وهذا ماثبت حتى الآن، فالنتائج السياسية للحملة الأمريكية من الهزالة لدرجة أن نصف أعضاء حكومة كابول بمن فيهم قرضاي يحملون الجنسية الأمريكية، بالإضافة إلى الأفغانية طبعاً.. كما إن حملات التجميل الإعلامية الدولية لم تفلح في رأب الصدع الداخلي في ترويكا الحكم الأفغاني الحالي الذي يتجمل بالمساعدات، فيما يفتقد لوحدة الرؤية حتى إن قيادات البأس والشكيمة تبدو في الصور كالأيتام في مآدب اللئام، وهو أمر يغضب إيران ويباعدها عن اقتسام كعكة الغنائم مع أمريكا ومواطنيها بالتجنس .. أما امتصاص الضربة الأمريكية الماحقة فقد بدت تباشير تحققها من خلال الهجمات التي تتعرض لها معسكرات الحلفاء في أفغانستان .. وهو مايضع الإدارة الأمريكية أمام خيار تجديد القصف .. ربما بنفس الفعالية السابقة أو أكثر .. وذلك له تبعاته السياسية والمالية المؤكدة.