لعلهم يريدون تحقيق مكسب سياسي بالرغم من خسارتهم الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، لكن ذلك لن يأتي الا بعد فعل عسكري كاسح . إنهم كغيرهم من المُتعصبين الطائفيين يدركون تماما المأزق الداخلي للنظام الباكستاني الذي سجل خلال الفترة الماضية سلسلة من الخسارات المميتة وأبرزها: التخلي جبرا لا خيارا عن حركة طالبان .. وبالتالي عن ذلك النفوذ الاقليمي الاستثنائي الذي نالته باكستان جراء نجاحها في فرض نظام طالبان على 80 بالمائة من الاراضي الافغانية. وقوع الرئيس الباكستاني ( برويز مشرف) في مأزق الخيار الانقلابي بعد ان اكتملت ملامح السيناريو الانقلابي المضاد حيث حاول رئيس الوزراء الاسبق (نواز شريف) تصفية برويز وعدد من القيادات العسكرية وذلك بحسب السيناريو المعمم .. وهذا كان بمثابة الذريعة والحجة للاطاحة بنواز ونظامه .. غير ان النتيجة تمثلت في خسارة الاوساط الليبرالية ومراكز القوى التي اقترنت بأنظمة الفساد والانتخابات السابقة .. وهي قوى تجيد الانتظار وتتعطش شوقاً لتدخل أمريكي سافر كالذي كان عقب أحداث سبتمبر في نيويورك.. ذلك الضغط الأمريكي الذي كشف النظام مرتين .. مرة لأنه خسر التأييد المحتمل للقوى الاسلامية الضاربة في افغانستان .. وأخرى لأنه أفسح مجالاً لليمين الباكستاني الذي يتوق إلى مزيد من إضعاف النظام العسكري إن لم يقبل بتحالف ناجز مع الطغمة المالية والتجارية هذه المقدمات جعلت حسابات الشوفينية السياسية في بهارثيا جاناتا تنتعش محاولة ردم الفجوة بين حسابات مابعد سبتمبر وماهو ماثل الآن .