الجفاف يزحف على الحقول والوديان والجبال في الكثير من المناطق والمحافظات اليمنية.. تراجعت نسبة هطول الأمطار هذا العام إلى درجة تبعث على الخوف،فالأخبار القادمة من مختلف المحافظات تحكي نفس الحال من الحر والظمأ والجفاف،وقد صار الزرع هشيماً تذروه الرياح،وبدأت أزمة مياه الشرب تشتد في مناطق عديدة إلى حد العناء والتعب في الحصول على كمية الماء اللازمة للإنسان والحيوان في تلك المناطق، ولم يبق سوى الأمل بالله وحده، وبرحمته التي وسعت كل شيء. ? قبل دقائق معدودة من كتابة هذه السطور وجدت أحد القادمين من مديرية القبيطة سألته عن حاله فأجاب واصفاً حال الناس في قريته والقرى المجاورة لها قائلاً: يسير الواحد عشرة كيلومترات للحصول على «دبة» ماء.. هكذا هو الحال في هذا الموسم الذي يفترض أنه موسم زراعة وأمطار، غير أن هذا الأمر بيد الخالق سبحانه وتعالى الذي نرجو رحمته بأن يجنب البلاد والعباد متاعب أيام عصيبة قادمة في غياب الأمطار. الجفاف والتصحر هما النتيجة الحتمية لغياب الأمطار في المناطق التي تعتمد على مياه الأمطار وحدها في الزراعة والري وتغذية الآبار والسدود وفي بلادنا حيث لا أنهار تجري ولاينابيع فإن الأمطار الموسمية هي المصدر الوحيد للري وتغذية المياه الجوفية التي تستخدم بدورها في الري والشرب والأغراض الأخرى،ومن هنا تبدو المشكلة مخيفة عندما يمضي الموسم بلا محصول ويتدهور الغطاء النباتي الطبيعي وتصبح الثروة الحيوانية مهددة بالفناء بيعاً أو موتاً نظراً لأزمة في مياه الشرب وفي وفرة الأعلاف وتكاليفها التي أصبحت باهظة في ظل غياب الأمطار أو شحتها على النمو الذي يشهده هذا الموسم الذي يطغى عليه طابع الجفاف.. تسونامي الذي ضرب اندونيسيا وبعض الدول الأخرى في جنوب شرق آسيا لم تأت نتائجه على النحو الذي توقعه البعض من المهتمين والمتخصصين عندما قالوا إن المناخ سيتحسن في مناطق عديدة من الكرة الأرضية ومنها بلادنا ليعيدها إلى العهد السعيد ولعل الناس قد آمنوا بهذه التوقعات وركنوا إليها ونسوا أو تناسوا بأن الله يرسل السحاب لتمطر حيث يشاء، وهو فوق تسونامي والاحتباس الحراري. ?الدرس الأهم الذي يجب أن نستوعبه جميعاً هو أن مشكلة الماء يجب أن تأخذ حقها الكامل من الاهتمام والبداية من الاستفادة القصوى من الأمطار والسيول التي يمن بها الله على بلادنا وبعد ذلك كيف نحافظ على الثروة المائية المتاحة من خلال تقنين الاستخدام اليومي للمياه في المنازل وفي الزراعة والصناعة وفي مختلف المجالات؟ فهاهي نواقيس الخطر تدق بقوة.. ثم وفي كل الأحوال يجب وضع المعالجات اللازمة للتخفيف من معاناة الناس الذين يعانون في الوقت الراهن من أزمة مياه الشرب للإنسان والحيوان، قبل أن تحل الكارثة لاقدر الله والمؤشرات كثيرة على أن هناك قرى ومديريات سوف تطالها أزمة مياه الشرب وماقد يترتب على هذه الأزمة بعد ذلك إن استمر المناخ سيئاً كماهو الآن، وهذا مايستدعي عمل شيء تحسباً للمجهول القادم، ونسأل الله أن يرسل السماء علينا مدراراً إنه القادر على كل شيء..