ماذا يريد هؤلاء الشباب الذين يفجّرون أنفسهم وينتحرون؟! فهمنا أن يكون هذا الفداء لوطن محتل كالعراق يغتصبه اليهود والحاقدون من النصارى على الإسلام والمسلمين. لكن أن يكون هذا الانتحار لقتل أخ مسلم يشهد شهادة التوحيد، ويؤمن بأن الله حق، وأن النبيين حق، وأن القرآن حق، والبعث والنشور حق، فهذا هو الضلال البعيد والقريب، إنه الكفر بعينه والشر بذاته. وللأسف فإن هذا الفعل المنكر يقدم عليه أناس يزعمون أنهم يهدفون إلى إقامة مجتمع إسلامي يتوخى العدل، يعمل بالفرائض ويؤدي السنن ويجتنب المكروهات كما يجتنب الحرام. بل يحرصون على أن يتحلى المسلم بأخلاق النبوة في المطعم والملبس والمشرب والسلوك الحياتي اليومي، واذا ببعض هؤلاء يستحل دم المسلم الذي هو حرام عليه تحريماً قطعياً، إذ يخلد قاتل المسلم في النار أبداً، ويستحق لعنة الله التي هي الطرد من رحمته كما في القرآن الكريم. ماذا يريد هؤلاء الشباب؛ هل يريدون بناء مجتمع مسلم؟! فأهلاً وسهلاً هذه المنابر؛ منابر المساجد، ومنابر الإعلام ترحب بالنصح الرشيد، والقول السديد لأهل العلم والفضل ، فليتفضلوا ليقولوا للناس حسناً كما جاء في القرآن الكريم: «وقولوا للناس حسنا». واليمن موطن الإيمان؛ يرحب اليمني بالعالم الفقيه ويصيغ سمعه للورع الزاهد، ويفتح قلبه لمن يحب الله ورسوله. تعالوا اصلحوا المجتمع وفق الكتاب والسنة، وفق الحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن. أما تغيير المنكر بالقتل وسفك الدماء الحرام فإن هذا هو سبيل الشيطان وطريق المغضوب عليهم والضالين. يا معشر العلماء الورعين الأتقياء أين أنتم؛ ألا هل من مجيب؟!، اتقوا لعنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة، والله المستعان.