خير لروسياوالصين ألف مرة أن يكونا شركاء في ملحمة السجال المتجدد بين أمريكاوروسيا ، ولايبدو في الأفق ان الصين بصدد توفير الفرصة وإن كانت تبدي تحفظاً ملغوماً بالحكمة الصينية المعروفة ، وبالمقابل تباشر أوروبا قراءة مختلفة لواقع السجال الأمريكي الروسي الجديد ، فلم يعد الاتحاد الأوروبي قابلاً لتبني الرؤية الامريكية بنسبة مطلقة كما كان الحال قبل سنوات مضت ، ولهذه الأسباب مجتمعة تواجه الإدارة الأمريكية حالة من الطفو الموصول بالانتخابات والحيرة والفشل السابق في مناطق المبادأة الأمريكية الاستراتيجة “ العراق وافغانستان “ . في ظرف أكثر صعوبة وقبل سنوات خلت كانت الحسابات الإيرانية موصولة بواقع الحال في الإخفاق الماثل للعسكرية والسياسة الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط مما سهل على طهران بأن تلعب بأوراق إقليمية مقلقة للإدارة الأمريكية، غير أن حدود الحسابات الإقليمية توسعت الآن أكثر من أي وقت مضى ، ولاتحتاج روسيا للقيام بلعب تكتيكية تخاطب فيها مصالح الآخرين فقط ،بل إن لديها حساباتها الاستراتيجية التي تدركها الولاياتالمتحدة . لا ترى الإدارة الأمريكية الراهنة أبعد من صنيعة المحنة الغربية الأوروبية في فلسطين ، ولا تريد الاعتراف بحكمة التاريخ والجغرافيا، وهي بهذا المعنى لا تجافي كثيراً موقف سابقيها من الأوروبيين الذي تمثّلوا وهضموا الكذبة التاريخية الكبرى القائلة « أرض بلا شعب ، لشعب بلا أرض» والذي أسفر عنه إقامة الكيان الصهيوني، وعوضاً ان اعتبار ماجرى في التاريخ تعمل الادارة الامريكية جاهدة على مغالبة روسيا ومحاولة تركيعها عبر ادوات سياسية قاصرة وحالات استيهامية تبلورت عطفاً على ماجرى بعد الحرب الباردة ، وهكذا تراكم ادارة بوش ملفاً يتجاوز كل الملفات السابقة ، ويستعصي على منطق الحصار والمغالبة العصرية ، فروسيا ليست بحاجة الى الذين يهددون بحصارها ، بل هم بحاجة اليها ، وروسيا ليست ايران او العراق وافغانستان ، ولهذا السبب أصبح السبيل المتاح ان تقر الولايات المتحددة بعالم متعدد الأقطاب ، وان تدرك تلك الحكمة التي تبنتها زعامات فرنساوالصينوروسيا قبل سنوات خلت