ا لمتتبع للزيارات الميدانية التفقدية لفخامة الرئيس علي عبدالله صالح، رئيس الجمهورية إلى المحافظات والمديريات بين فترة وأخرى سيدرك من خلال نتائج هذه الزيارات الكريمة العديد من المعاني والدلالات التي تجسد بكل صدق حرص فخامة الرئيس الاستماع المباشر من المواطنين عن أحوالهم وهمومهم ومطالبهم والتوجيه المباشر للجهات الحكومية والمسؤولة في المحافظات على حل هذه الهموم وتنفيذ مطالب واحتياجات المواطنين سواء في إطار خطة التنمية العامة أو من خلال إيجاد خطط وبرامج جديدة في إطار تنمية المحافظات. من هنا فإن زيارة فخامة الرئيس الحالية لمحافظة حضرموت تنطلق من هذه الدلالات، حيث حرص فخامته كعادته الالتقاء بالمواطنين ومتابعة تنفيذ المشاريع بنفسه دون الاعتماد الكلي على التقارير المرفوعة إليه ، وتلك هي سمة فخامته منذ توليه قيادة الوطن قبل نحو ثلاثة عقود .. فالمواطن هو مصدره الرئيسي في معرفة ماذا يحتاج الوطن من أجل تطويره وتنميته وبناء مستقبله المزدهر. واليوم تتجسد زيارات فخامة الرئيس التفقدية لعدد من المحافظات في متابعة مستوى تنفيذ ما وعد به المواطنين في برنامجه الانتخابي الذي جددت من خلاله الجماهير الثقة به كقائد وزعيم للوطن، وطن الثاني والعشرين من مايو 1990م. وأصدق تعبير عن ما جسدته نتائج زيارة فخامته لمحافظة حضرموت والتقائه المواطنين والاستماع إليهم تلك التوجيهات التي وجهها ليس فقط إلى محافظ حضرموت بل بكل تأكيد هي إلى كل المحافظين والمتعلقة بالأراضي واحتكار بعض دعاة الاستثمار بها ليس لإقامة مشاريع استثمارية بل للمتاجرة بتلك الأراضي التي منحت لهم. ونصت توجيهات فخامته بكل وضوح في «إطلاق الأراضي والسماح للمواطنين بالبناء فيها وعلى وجه الخصوص ذوي الدخل المحدود بعقود انتفاع وبإيجارات رمزية».. وجاءت هذه التوجيهات بلسماً على قلوب الكثير من المواطنين الباحثين عن قطعة أرض يبنون عليها مسكناً متواضعاً لهم وهذا ما وعد به فخامته في برنامجه الانتخابي. ولكون معظم الأراضي قد صرفت إلى مستثمرين وهميين مستغلين تشجيع الحكومة للاستثمار وتقديم كل التسهيلات للمستثمرين من أراض ومزايا أخرى في إطار قانون الاستثمار ، فإن فخامته أضاف إلى توجيهاته السابقة توجيهاً صارماً وأخيراً بإبلاغ الذين منحت لهم أراض للاستثمار ولم ينفذوا المشاريع الاستثمارية عليها ، بل يتاجرون بها بسحب العقود منهم بعد اعطائهم مهلة من ثلاثة إلى أربعة أشهر للبدء بمشاريعهم ، ما لم تعط الأرض للمواطنين ليستفيدوا منها وهم المستحقون لها. هذا التوجيه الرئاسي جاء انتصاراً جديداً لذوي الدخل المحدود الذين لا يملكون غير مرتباتهم ، كما أنه جاء في إطار ما وعد به فخامته في برنامجه الانتخابي بمحاربة الفساد والفاسدين والمفسدين الذين عاثوا في الارض فساداً وأساءوا بفسادهم قيم ومبادئ وأهداف وطن الثاني والعشرين من مايو العظيم. هذا هو فخامة الرئيس أينما يكن المواطن البسيط يكن هو متواجد يستمع إليه ويتلمس من خلاله احتياجات المحافظة والمديرية من المشاريع .. هذا هو فخامة الرئيس الذي جاء من بين أوساط المواطنين البسطاء ينتصر لهم في كل برامجه وأجندته اليومية. من ناقل القول: إن ما شهدته محافظة حضرموت تحديداً في زمن الوحدة المباركة من انجازات وإقامة مشاريع تنموية وخدمية متنوعة غيرت صورة المحافظة وغيرت وجه الانسان فيها ما هي إلا دليل لا يقبل للشك أن الوحدة المباركة قدمت ما أشبه بالمعجزة للمحافظات الجنوبية لتعويضها سنوات الحرمان التي عاشتها إبان الحكم الشمولي للحزب الاشتراكي قبل الوحدة .. كما أن محافظة حضرموت الواعدة بالخير بإذن الله صدقت وعدها بالوفاء للوحدة وقائدها فخامة الأخ الرئيس وقاومت كل نباح الانفصاليين ودعاة الفتنة، وكانت وستظل محافظة الوحدة كما هي بقية المحافظات، وأبناء حضرموت وفي كل محطة من محطات الوطن يجددون التمسك بالوحدة وقائد الوطن الذي عشق حضرموت التاريخ والحضارة وبادلته هي العشق والوفاء. هذا هو فخامة الرئيس الإنسان الذي وضع تحسين مستوى معيشة الشعب وتوفير أمنه واستقراره وتلبية احتياجاته من المشاريع التطويرية في مقدمة أجندته اليومية بل جعل من مواقع البسطاء موقعاً له ينظر من خلاله إلى وطن الخير والمستقبل المزدهر بإذن الله.