يقف المراقب للواقع الصحفي والإعلامي في حضرموت - الخير والعطاء والتاريخ والأصالة والحضارة والمجد المهني للريادة الصحفية في الداخل والمهاجر الحضرمية في شرق آسيا - حائراً ويلعق المرارة لما آلت إليه المؤسسات الإعلامية الرسمية الشحيحة، التي تخاطب المواطن وتعمل على توعيته وتثقيفه وإدماجه في خطط الدولة وسياساتها المحلية والإقليمية والدولية . في هذه الأرض الزاخرة بالإمكانيات الإنسانية الخلاقة والمادية الكبيرة ، وضع أصبح حديث الشارع الحضرمي من أدناه إلى أقصاه ، ولكن ، الحيرة تزداد قسوة عندما نجد أن المخارج مغلقة على عيوبها القاتلة التي تلوكها الألسن في كل ساعة وحين ، ولكن – كما يبدو - لا حياة لمن تنادي. ويبقى الحال على ما هو عليه، وعلى الأقلام الصحفية والمثقفين والإعلاميين البحث عن ملاذات قصيّة في صحف من خارجها بوصف الأجواء التي تعيشها تلك المؤسسات الرسمية طاردة لكل عمل راق وعميق ، يعكس وعي وتاريخ وحضارة حضرموت كما ينبغي له أن يبرز. ولأن هناك وضعاً غريباً وغير مقبولٍ تعاني منه دار باكثير للطباعة والنشر في حضرموت ، وهو وضع يتناسل سوءاً يوماً بعد يوم نظراً للفراغ القيادي والإداري الذي وجدت الدار نفسها واقعة فيه بعد أن رأت السلطة المحلية ومجلسها المحلي بالمحافظة حتمية التغيير في قيادة الدار في توجه - كما يبدو - نأمل أن يحسمه الأخ حسن اللوزي وزير الإعلام سريعاً، إذ وجد العاملون في هذه الدار التي تصدر عنها صحيفة (شبام) الأسبوعية التي حُجبت عن الصدور الأربعاء الماضي وقد يستمر احتجابها في ظل أزمة الفراغ ، وأول مجلة رياضية في تاريخ الصحافة الحضرمية (شبام الرياضي) الشهرية ، في (حيص بيص) بين العمل ومتطلباته المادية والجو النفسي الصاعق الذي يتخبط فيه هؤلاء الموظفون والعمال ومرارة المعاناة اليومية للحصول على مستحقاتهم إضافة إلى ضبابية الرؤية عند الوزارة والسلطة المحلية في مواجهة الاستحقاق المعلن عنه مراراً بتحويل (شبام) الأسبوعية إلى يومية بمسمى آخر ، الأمر الذي يتطلب جهداً ومتابعة لإخراج هذا التوّجه بشكل رائع يعكس إمكانيات حضرموت الصحفية والإعلامية الحقيقية الكامنة ، وهي مفارقة فاقعة بين فراغ تعيشه الدار ولم يسد بقرار صائب - حتى اللحظة - يضع الكادر الحقيقي في سدة القيادة للمرحلة القادمة ، وبين توجهات يعلن عنها تباعاً عن مشروع مؤسسي يعيد للصحافة الحضرمية مجدها الغابر ويلملم شتات الأقلام الحضرمية المتناثرة في صحف الوطن العديدة. والغريب أن وعود التغيير والمحاسبة قد تناثرت على مدى السنوات الخمس الماضية بعد أن لمست القيادات المتعددة للسلطة المحلية بالمحافظة مكامن الخلل والبؤس الذي عشش على أروقة ومفاصل هذه المؤسسات (صحافة ، إذاعة) ، ولم يقف الكشف عند قيادات السلطة المحلية المتعاقبة على حضرموت ، بل تعدى ذلك إلى قيادات العمل الإعلامي في وزارة الإعلام ، والكل يلوِّح بضرورة التغيير ولم يعد في الزمن بقية ، وآن الأوان لعودة المجد الإعلامي والصحفي لحضرموت ولكن ، عمرها ، ما أصبحت ، كان!. يحمد وينظر إليه من قبل المواطن بعين رضى وقبول.