من السذاجة لو استجابت أقطار الخليج العربي الشقيقة (الحكومات) لمساعدة الغرب في أزمته، أو في مواجهة إعصاره المالي الذي لم يتوقف رغم أن الحكومات الغربية بما فيها الولاياتالمتحدة ضخّت مئات المليارات لدعم المؤسسات النقدية دون جدوى... طبعاً (حكومات) الأقطار العربية الخليجية ليست من السذاجة التي يعتقدها الغرب الأوروبي والأمريكي، الذي أرسل رئيس الوزراء البريطاني (بروان) في جولة خليجية بدأت من السعودية يوم السبت ال«1» من نوفمبر 2008م للبحث مع الحكومات الخليجية حول دعمها ومساعدتها للغرب الرأسمالي (البرجماتي) النفعي، الاحتكاري، الاستغلالي، للخروج أو على الأقل لإيقاف الإعصار المالي الذي يعصف بمؤسساته النقدية والاقتصادية وذلك من الاحتياطات الفائضة في الخليج. الغرب الأوروبي والأمريكي طول عمره وهو سبب بلاء العرب وتخلفهم وفقرهم ومشاكلهم وعدم استقرارهم... إنه يحتل العراق، ويدعم ويساند الكيان الصهيوني الغاصب العنصري في فلسطين طيلة «60» سنة، ويمارس التآمر، ويدبر الانقلابات في أقطار العرب، وينهب ثرواتهم، ويسلب مواردهم خلال عقود مضت... وأخيراً بسبب السياسات الرأسمالية (الخرقاء) واللاإنسانية، يطيح بأموال العرب في مؤسساته النقدية بسبب الإعصار المالي... ومع ذلك وبكل وقاحة وصفاقة يبعث (بروان) لبحث دعم ومساندة أقطار الخليج العربي للغرب في مواجهة مشكلتهم المالية... ولامانع من موقف إيجابي من قبل الحكومات الشقيقة في الخليج، إنما وفقاً لما يلي: 1 أن الحلول والمعالجات تتم في إطار مؤتمر دولي ينعقد برعاية الأممالمتحدة. 2 أن تحدد المساعدة في هذا المؤتمر، ووفق ضوابط مالية، وشروط اقتصادية تضمن إعادة هيكلة الاقتصاد الرأسمالي حسب الحرية الإنسانية وليس الحرية الفوضوية. 3 أن يعدِل الغرب (الأوروبي والأمريكي) عن سياسته الظالمة والمتعصبة ضد العرب والمسلمين، ويوقف التجسس والعمليات الاستخبارية ضد شعوب العالم، ويقلع عن الانحياز والتعصب مع الكيان الصهيوني في فلسطين، ويمارس الضغط لإيقاف مساعدته للصهاينة حتى ينفذوا قرارات الشرعية الدولية. 4 أن يقبل بصياغة اقتصاد عالمي جديد وسياسة نقدية دولية إنسانية بعيدة عن الاستغلال والاحتكار والابتزاز والتمييز، تقوم على العدل والمساواة والندية. إن الفرصة سانحة اليوم أمام الأقطار الخليجية لأخذ الغرب الرأسمالي إلى مؤتمر دولي وإلى اتفاقات دولية يوقّع عليها الجميع وفقاً للنقاط السالفة.