كثيرة هي المرات التي زرت فيها المدينة الساحرة في عيوني «تعز» منذ إعادة تحقيق الوحدة المباركة في 22مايو عام 0991م، ولكن رغم هذه الزيارات المتكررة فإن صعودي جبل «صبر» حيث تسكن مدينة أخرى وسط السحاب،لايتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة وآخرها قبل عدة أيام كما أشرت إلى ذلك في موضوعي السابق «شكراً فخامة الرئيس». دون مبالغة أو مغالطة النفس أقول إنني منذ أن لامست عيوني الحالمة «تعز» لأول مرة بعد أيام قلائل من يوم تحقيق الحلم العظيم «الوحدة المباركة» فإن حديثي مع الآخرين حول جمال وسياحة البلدان العربية وتحديداً «القاهرة» عاصمة المعز والأوروبية وتحديداً مدينة الجمال والسحر « فرانكفورت» العاصمة التجارية لألمانيا الاتحادية حديث قد تبدل.. نعم تبدل وصار الحديث وبنفس عنوانه السابق، «جمال وسياحة البلدان » يتمحور عن مدن يمنية كانت غائبة عن عيوني، فيها من السحر والجمال الطبيعي والسياحي ما يفوق وصفاً عن الكثير من المواقع التي امتدحتها في البلدان العربية والأفريقية والأوروبية التي زرتها...مدن وقرى وبوادي ومساكن فوق جبال شاهقة تجعلك وأنت لا تسطيع المقاومة إلا أن تصرخ اعجاباً واندهاشاً بهذا الجمال الإلهي الذي تصوره كاميرات عيونك وتنفتح مسامات قلبك المنكمشة نتيجة ما تشاهده في الكثير من المدن اليمنية، ولكن للأسف تجد بعض المدن تعاني إهمالاً في النظافة وتلوثاً في البيئة وازدحاماً للسكان إلى جانب الكثير من المناظر التي لاتخدش فقط النظر إليها، بل إنها تسيء إلى تاريخنا وحضارتنا كيمنيين. قبل عدة أسابيع عاد أحد الزملاء من رحلة علاجية وسياحية استمرت زهاء الشهر في إحدى البلدان العربية الشقيقة والجميلة في أرضها وناسها..فجلس زميلي يتحدث معي أكثر من ساعتين عن ماشاهده من مناظر سياحية خلابة والخدمات المقدمة فيها واهتمام الدولة بهذه المواقع وتقديم كل الامكانيات لها لتكون جاذبة للسياح وبالتالي مدرةً للدخل الذي يصب في الناتج القومي للبلد...وهناك حقيقة تقول: إن«السياحة صناعة بدون دخان» وعندما وجدت فرصة لأنفذ إلى حديث زميلي لإيقافه بأدب قلت له:«كل ما قلته صحيح وأنا زرت هذه المواقع أكثر من مرة ووجدتها في كل زيارة تتجدد ولكن اسمح لي أن أسألك سؤالاً واحداً هل صعدت جبل «صبر» في مدينة «تعز» الساحرة بكل شيء فيها الأرض والطبيعة والإنسان؟! هل فكرت يوماً أن تصعد هذا الجبل الذي امتدت عبقرية الإنسان إليه لتصنع فيه طريقاً ينقلك بكل سهولة وبوسائل نقل عادية من أسفله إلى قمته الذي لا تحضرني الذاكرة كم يبلغ ارتفاعه !! ومافعل الإنسان التعزي العاشق للجبل منذ لحظة ميلاده من تحف سياحية وإن كانت متواضعة جداً في أطراف الجبل لتسكن فيها العائلات والقادمين إلى هذه المدينة من كل أنحاء الوطن وبعض الدول الخليجية المجاورة تسكن ساعات تشاهد فيها مدينة «تعز» تنام في قلب السحاب.. فمتى تتدخل الدولة واصحاب الاستثمارات الوطنية في مد مشاريعهم السياحية إلى جبل تغنى باسمه كل المحبين والعاشقين.