من المفارقات أن يتم التراشق بين الفلسطينيين بالتهم، فأهل حماس يضبطون جواسيس للسلطة الفلسطينية بتهمة أن السلطة أرسلتهم لاستطلاع الأماكن السرية المهمة لحماس، إنفاذاً للاتفاقية الأمنية بين الكيان الاسرائيلي والسلطة الفلسطينية«!!» وأهل السلطة يتهمون الحماسيين بأنهم أفشلوا التهدئة بينهم وبين الكيان الاسرائيلي. فمن حيث التهدئة.. كيف تستمر هذه التهدئة بينما أهل غزة في حصار؛ فلا علاج ولا طعام ولا مياه ولا كهرباء.. تهدئة ماذا.. حصار على كل شيء، ليس هذا وحسب ولكن قتل يومي وتشريد لأهل القرى الفلسطينية وتجريف لمزارعهم؟!. ومن حيث استمرار المفاوضات بالنسبة لأبي مازن ورفاقه فقد ثبت أن هذه المفاوضات لم تؤد إلى شيء وكادت هذه المقولة لأحد السياسيين الفلسطينيين أن تذهب مثلاً؛ فبنو اسرائيل إذا كانوا قد أعجزوا نبيهم من أهلهم في الجدال حول بقرة فذبحوها وما كادوا يفعلون؛ فكيف يسلمون بأرض يعتقدون جازمين أنها حق آبائهم وأجدادهم؟!. ولنا أن نسأل: ماذا يعني التنسيق الأمني بين الكيان الاسرائيلي الغاصب وبين السلطة الفلسطينية، ضد من هذا التنسيق ولمصلحة من؟! هذا ما يطرحه المواطن العربي المسلم البسيط. لقد دعا اليمن على لسان قيادته السياسية ممثلة بفخامة الأخ رئيس الجمهورية إلى رأب الصدع الفلسطيني باعتباره المدخل الوحيد ليس لحل القضية الفلسطينية؛ ولكن لتحرير فلسطين. ولكن يبدو أن قيادات فلسطينية لم يعد القرار بيدها وإنما أصبحت مرتهنة للخارج مما يحول دون وعي بالمخططات الصهيو أمريكية التي تريد إنجاز المشروع الاستعماري العدواني الكبير.