الناظر إلى رسومات الفنان الفلسطيني الشهيد ناجي العلي يلحظ صديقه «حنظلة» هذا الطفل الذي اتخذه ناجي العلي قاسماً مشتركاً لكل رسوماته الكاريكاتورية عن فلسطين وقضيتها، حرص على أن يكون مدبراً غير مقبل، ذا الملابس الرثة،ويداه خلف جسده النحيل، قابضتان على شيء أظنه حجراً. «حنظلة» رمز يحمل الكثير من الدلالات والمعاني، فهو يمثل الشعب الكادح، الفقير، المعدم، الذي لاحول له ولاقوة، وجه شاخص إلى فلسطين، يرفض الحلول التي لاتوصل إلى الحقوق، يقاوم الاحتلال الاسرائيلي الصهيوني بكل صوره. نعم لقد اغتيل ناجي العلي، لكن «حنظلة» لايزال حياً، وشاهداً صادقاً، صحيح أنه صامت لايكاد ينطق، ولكنه كان صمت الاحتجاج المر، الصمت الصارخ بكل قوته وفي كل شيء من حوله، إنه يقول كل شيء بصمت يحسد عليه، إنه رمز الفلسطيني الذي يتفرج على العالم هذا الذي يتفرج عليه..!! ولاشك أن شخصية «حنظلة» التي نحتها ناجي العلي ستبقى أهم شخصية كاريكاتورية عربية في تاريخنا المعاصر، وستظل حية في وجداننا.. كيف لا، وهي الشاهد الذي لم ولن يموت.