الرؤية اليمنية التي تقدم بها فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية لتغيير منظومة العمل العربي المشترك إلى اتحاد للدول العربية مبنية على جملة من الاستدلالات التي تؤكد ضرورة إيجاد تكتل اقليمي بهيكلية تنظيمية جديدة يؤسس لنظام عربي فاعل يستوعب المتغيرات الدولية ويتعامل معها بفاعلية ومرونة تحقق الأهداف المنشودة. من المؤكد أن رؤية بلادنا جاءت في إطار حرص القيادة السياسية على أهمية تعزيز التضامن العربي وضرورة الانتقال بالعمل العربي إلى إطار أكثر حداثة قادر على التفاعل مع متطلبات النظام الدولي ومواجهة التحديات المختلفة بما يضمن توحد القرار العربي إزاء القضايا الاقليمية والدولية، خصوصاً أن أدوات العمل العربي الحالية بحاجة إلى تحديث من حيث نظام التصويت وتنفيذ القرارات التي تصدر عن القمم العربية. العالم العربي بات اليوم بحاجة إلى تكتل يلبي تطلعات الشعوب العربية في التكامل السياسي والتوحد الاقتصادي يدافع عن مصالح الأمة ويوحد جهودها لمواجهة الغطرسة الصهيونية والمؤامرات والاطماع الأجنبية، ولعل إنشاء اتحاد للدولة العربية على غرار الاتحاد الأوروبي هو الإطار الأنسب لتحقيق تلك التطلعات لاسيما وأن التكامل السياسي وإقامة الوحدة الاقتصادية وتوحيد العملة وإنشاء السوق العربية المشتركة والاتحاد الجمركي ودعم برامج التنمية سيجعل من العالم العربي قوة فاعلة على الصعيد الدولي وهو ما تتطلع إليه الشعوب العربية جمعاء. والحقيقة أن رؤية بلادنا لتغيير منظومة العمل العربي المشترك فرضتها جملة من العوامل أولها حالة الوهن التي أصابت النظام العربي وغياب روح التضامن العربي والتكامل السياسي بين دول المنطقة لذلك فإنها رؤية قابلة للتطبيق إذا ما توفرت الإرادة السياسية لدى القادة العرب لتفعيل العمل العربي المشترك.