تتزايد حملات مؤسسات المجتمع المدني في العالم لإدانة حكومة الاحتلال الاسرائيلي على خلفية ارتكابها جرائم غير إنسانية في حربها على غزة. وهذا أمر طبيعي يعكس غضب العالم بأسره لمثل هذه الأعمال الاجرامية التي استهدفت آلاف المدنيين من الفلسطينيين فضلاً عن جريمة اسرائيل في استخدامها أسلحة محرمة دولياً. مثل هذا الضغط الشعبي لمحاكمة المسئولين عن هذه الجرائم ينبغي أن يأخذ نصيباً من الاهتمام في أوساط المؤسسات المدنية في العالمين العربي والإسلامي، بعد أن بات حقيقة معاشة في عدد من العواصم الغربية والأوروبية، ومن المؤسف أن تنساق بعض القوى السياسية الفلسطينية والعربية إلى تجاذبات ما بعد العدوان الاسرائيلي على غزة إلى معارك جانبية تشتت الجهود إزاء المعترك الأساسي والمتمثل في الاصطفاف الوطني الفلسطيني ونقل المعركة ضد حكومة الاحتلال الاسرائيلي إلى ساحات جديدة. نقول للأسف الشديد أن تتحول المعركة ضد اسرائيل إلى حروب داخلية بين رفاق النضال الفلسطيني لتشمل دولاً عربية في إطار تجاذبات إقليمية. إن خطورة ذلك بتحويل أنظار الرأي العام العالمي المتفاعل مع القضية الفلسطينية إلى تجاذبات ليست في صالح عدالة القضية الفلسطينية للأسف الشديد!.