في عام 2500 قبل الميلاد اجتمع ما بين «70» إلى «120» من حكماء بني إسرائيل بعد عودتهم من الأسر البابلي فسمي هذا المجلس بالكنست وفي عام 1966م أنشأت دولة إسرائيل أول كنست على غرار الكنست القديم وبالعدد الاقصى للأعضاء «120» عضواً ليتطابق العدد مع الرواية الإسرائيلية أو التلمود المحرف عن التوراة المحرفة والفرق بين الكنست القديم والجديد أن الأول كان يضم كبار علماء وحكماء بني إسرائيل وحاخاماتهم أما الجديد فهو نتاج انتخابات حسب اللعبة الديمقراطية، وتسمية الكنست وتعديل اسم عملة إسرائيل من الليرة إلى «التشيكل» وغير ذلك من التسميات التوراتية التي تربط اليهود بتاريخهم إنما هي من قبيل دغدغة عواطف اليهود في أنحاء العالم وضمان استمرار الدعم لإسرائيل وتلجأ المنظمات اليهود الصهيونية لهذه الطريقة كلما شعرت بضعف الولاء لإسرائيل أو زهد اليهود في الهجرة إليها. وقبل أشهر أعلنت إسرائيل ان فلسطين دولة لليهود وقد أيد الكونجرس الأمريكي هذا الإعلان، الأمر الذي يعني قيام دولة عنصرية دينية غير مستعدة للتعايش مع بقية المكونات السكانية فيها وهو ما يعني طرد عرب 48 من أرض إسرائيل ونقلهم إلى الضفة الغربية أو الأردن، ولهذا لا يعارض الكثير من الإسرائيليين قيام دولة فلسطينية ولكن بدون حق العودة لأن عودة اللاجئين إلى قراهم ومدنهم التي هُجروا منها قسراً في عام 1947م يعني تزايد عدد العرب في الدولة اليهودية وبالتالي لن تكون خالصة لليهود. والانتخابات الأخيرة التي بدأت أمس انما هي تنافس بين السيء والأسوأ وكل من يرفع شعار الذبح للفلسطينيين والعرب يكون هو الفائز فليس في إسرائيل حمائم وصقور فالكل يعتقد أن أمن إسرائيل لا يتحقق إلا عبر المرور على جثث الفلسطينيين وأشلائهم. والمشكلة ليست لدى الإسرائيليين ولاغيرهم، المشكلة الحقيقية لدى الساسة العرب إذ يراهن البعض على ما يعتبره تياراً معتدلاً داخل إسرائيل بل ولا أستبعد ان يلعن هؤلاء حماس وفصائل المقاومة الأخرى لأنهم كانوا السبب بدفاعهم عن الشعب الفلسطيني في غزة في وصول الليكود والأحزاب اليمينية إلى الحكم في إسرائيل وكأن كاديما والعمل كانا يقدمان الورد والرياحين للفلسطينيين طوال فترة حكمهما وهما اللذان جوعوهم وحاصروهم وقتلوا أطفالهم. لقد راهن العرب على نتائج الانتخابات الأمريكية وعلى إداراتها المتعاقبة في الضغط على إسرائيل لتعطيهم حقوقهم وساروا في طريق أوسلو، ومدريد، وكامب ديفيد، وواي بلانتيشن مع ذلك لم يحصلوا على شيء، فالاستيطان زاد والتوغلات أكثر وكل من نصح العرب بالتمسك بالسلام كخيار استراتيجي انما دلهم على طريق الذل والاهانة . ومن جعل الغراب له دليلاً يمر به على جيف الكلاب. فإسرائيل تتجه كما هو مخطط لها نحو التطرف والإرهاب ولا تسمع إلا لقرع طبول الحرب، فالمجتمع الإسرائيلي مجتمع عسكري والحديث عن وجود مدنيين إنما هو من باب المجاز فالشيخ المتقاعد سواء الرجل أم المرأة العجوز كانا جنديين في جيش الدفاع الإسرائيلي والشباب والشابات هم جزء من جيش الدفاع وحتى الأطفال يدربون منذ سن الطفولة على كراهية العرب وقتلهم وهذه الثقافة والتربية هي التي أفرزت مجازر ومحارق غزة فلا رحمة للعرب من أي سن كانوا، وعليه يجب إعادة النظر في أساليب وخطط المواجهة مع هذا العدو الذي لا يفرق بين معتدل ومتطرف فالكل عنده إرهابيون وسيظل يعزف هذه النغمة حتى لو أعطيناه السلام الذي يريد فعداوة الآخر جزء من النفسية اليهودية بل واحتقار كل الناس فهم «شعب الله المختار».