لا يختلف يمنيان حول الولاء الوطني؛ وأنه أمر مطلق لا نسبية فيه، اتفقنا مع الحاكم أو اختلفنا، كنا مع السلطة أو تحولنا إلى معارضة، حصلنا على حقوقنا أو أجحفنا فيها، أتيحت لنا فرصة المشاركة في الحكم أو حيل بيننا وبين ذلك.. أمن واستقرار وسلامة ووحدة الوطن اليمني يهم اليمنيين جميعاً من شقرة إلى ميدي، ولا يجدر بنا أن نرمي بذلك الأمر إلى دوامة المناكفات الحزبية والمخاصمات السياسية والنفعية وتصفية الحسابات بين هذا أو ذاك. لأن المواطن البسيط هو وحده من يدفع فواتير تلك المراهقات والعبث اللا أخلاقي واللا إنساني بقضاياه ومقدراته وحاضره ومستقبله. قضية الجميع هي أولاً وأخيراً قضية تنمية وعدالة ومساواة، هي قضية مع الفساد والفاسدين أياً كانوا، ليست قضية تجزئة أو كرهية. لأنه لا يمكن لشعب حي مازال غبار الثورة وآثار القيود تستثيره أن يحرق ذاته ويجازف بحاضره ومستقبله، يرمي بتاريخ نضاله وكفاحه في مدرب السيل وهاوية الدمار. السباق على كرسي الحكم والسعي إليه لا يوجب اللعب بالنار، والهرولة بالبلاد والعباد إلى المحرقة والمجهول مهما بلغ الكره والحقد للآخر. حتى لا نندفع إلى العنف ونمارس الكيد والعداوة والبغضاء للوطن وكرامته وأمنه واستقراره ووحدة شعبه وأرضه. ليكن المؤتمر الرابع للصحافيين دعوة إلى الارتقاء بمستوى الكلمة؛ وألا تتحول إلى خنجر مسموم يستفرط بالوطن، يحوله إلى هدف للكسب والشهرة والارتزاق. إن الكلمة موقف، والموقف مسئولية أخلاقية غير قابل للمزايدة، علينا ألا نُفقد الكلمة مسئوليتها الأخلاقية والوطنية. لأن إصلاح البلاد، ومحاربة الفساد، وقطع الطريق على الفاسدين والعابثين والمتربصين لن يكون إلا بالكلمة الحرة الوطنية والنزيهة والشجاعة. والوصول إلى إحياء ثقافة القانون ودولته ومؤسساته وحماته، والمجتمع المحافظ عليه والمطالب به لن يكون بغير الكلمة التي تحمل الموقف والمسئولية الأخلاقية. علينا ألا ينظر كل منا إلى الوطن من خلال حاجته وظرفه ومصلحته ومنفعته حتى لا تتوزعه منازعاتنا وأحقادنا وأحلامنا القاتلة. فالوطن يتسع لنا جميعاً، وكلما آمنا به وصبّرنا أنفسنا عليه، وتحملنا متاعبه ومطالبه آمن بنا وحقق مطامحنا. إن الوطن لن يضيعنا مادمنا مؤمنين بضرورة بنائه وحمايته، نتعاون من أجله، نتحاور لنتعايش بسلام ومحبة وإخاء، نطيع الله فيه ونتقرب إليه بالخوف والمحافظة عليه. ولتبق الكلمة موقفاً ومسئولية أخلاقية ووطنية.