تقول الأسطورة إن حية رقطاء نزعوا منها أنيابها، وبعد فترة فكرت بالعودة إلى العمل وممارسة هوايتها الأولى في اللدغات السامة.. كان السم في عروقها ولكنها غير قادرة على نفثه إلى الخارج. ذهبت إلى القرد وكان حينها هو حكيم الغابة فدلها على الحيلة والتظاهر وكأنها قادرة على القتل ولم تفقد ولادة السموم لديها، استحلت الفكرة وبرزت على أسد فلدغته. ابتسم الأسد وهو يقول: يا لك من حية غبية ومسكينة، أعرف من سكان الغابة شخصاً واحداً بمثل غبائك ويزعم أنه حكيم الغابة، انه يتظاهر لا أكثر ليخفي غباءه، تماماً كما تتظاهرين وكأنك قادرة على العودة إلى العمل.. وأنا من نزعت لك أنيابك يا حمقاء «!». ثمة حية بل حيات وعقارب آدمية فقدت كفاءتها على العمل، مثلما فقدت كفاءتها الأدبية والأخلاقية والوطنية وهي تحن الآن إلى لعب دور البطولة القاتلة وتريد استعادة خبراتها السامة وخطورتها المميتة.. وتنسى انها غير صالحة لشيء من هذا.. حتى لمجرد التظاهر لا أكثر! فكأنها الحية الميتة. الحنين إلى اللدغات السامة وهواية الفتك لا يمكنه أن يعوض ما فات ومات، والغباء المستحكم هو الذي أودى بالحية والقرد في الأولى، كما في الثانية!. غريب كيف أن بعض الأشخاص يقسو على نفسه إلى درجة الانتحار الأخلاقي والأدبي.. مباشرة وعلى الهواء؟!. ومن لم يتعلم من الأيام أو يتعظ بما أملته عليه التجارب والخبرات من دروس وصدمات.. فلا خير فيه، وهو وحده الضحية والجاني، ومن لا خير فيه لنفسه فلا خير فيه لأحد من البشر. في كل الأحوال.. يأسف المرء لتلك الحالة المزرية التي توثق في إرشيف الزمن والذاكرة صفاقة العمالة والارتهان والتواطؤ الرخيص ضد كل مقدس وأصيل.. ضد الوطن ؟!!. صارت الأساطير جزءاً من الواقع اليومي، واختلط الغباء بالدهاء إلى حد المهزلة..