يبدو أنها سنّة الحياة .. وضرورة من ضرورياتها.. فالفشل لا يثير .. ولا يستدعي انتباه احد .. والنجاح - وحده - يثير من يشعرون بعقدة النقص.. .. ومن لا يرتاحون لأي خطوات إيجابية.. ومن يترصدون لأي شيء جميل .. وأيضاً .. من لهم نظرات وأبعاد خاصة تجاه من يتجاوزون خطوط التجارب وينطلقون نحو النجاحات .. فأحياناً يضعونهم أهدافاً لأكثر من غاية ابتزازية.. وأحياناً يصنفونهم مسبقاً - كضحايا - لحالات من الجشع والطمع تسكنهم في حلهم وترحالهم.. وتدفعهم لأن يحسدوا الآخرين في ما لديهم.. ويخرجوا بقناعة أن لهم من ذلك الكثير.. وإلا فإن سهامهم جاهزة.. وبطشهم لن يتوقف.. وكثير من التأويلات والشائعات قد اعدوها يستخدمونها ل (الضربة القاضية)!!. .. وربما أن علينا الصبر تجاه ما نعايشه من هذه الحكايات السوداوية.. لكني لا أظن أن من المطلوب تجاهلها وعدم منحها ما تستحق من الاهتمام . على الأقل لكشفها.. وتعرية أصحابها.. ومطامعهم.. وما يسكنهم من أحقاد.. حتى نأخذ حذرنا . .. نحن في حاجة "ماسة" إلى أن نعمم النجاحات.. وأن نصل إلى بيت قصيد السلبيات وما ينتج عنها من فشل وما شابهه.. وسنكون بذلك قد أدينا الرسالة التي نمتلك مفاتحها. .. ينبغي من كل مسئول في القطاع الحكومي.. أو في الخاص أن ينتبه إلى من حوله.. ومن هم في إطار مسئوليته.. وأن يمتلك القدرة على أن يحدد من هو قادر على أن يشق طريق النجاحات.. ومن هو باقٍ في مكانه لا يمتلك القدرة على أن يواكب المتغيرات .. ولا يُمكن نفسه من بدء الخطوة نحو الجديد لإدراك ما هو مهم في خارطة النجاحات. .. ومن الضروري أن يملك كل من هو في مكان "المسئولية" إمكانات إيصال رسائل الإشادة والتقدير والاحترام لمن عمل وأتقن واخلص ونجح.. وفي إيصال الملاحظات وإبداء الامتعاض تجاه من هو في مكانه يشكل عبئاً.. ويستنزف وقتاً.. ومالاً.. وقد يكون سبباً رئيسياً في أي فشل قادم!. .. والأهم من كل ذلك أن ينتبه الجميع من خطورة محاربة النجاح.. وهذا - وحده - يحتاج لجرأة في التعامل.. وقوة في المواجهة.. وفهم في قراءة الشخصيات.. وأعماقها.. وما لديها من غرائز .. وتوجهات .. وما تتمتع به من قدرات سواء إيجابية أو سلبية!. .. هنا - الأمر مهم .. وحساس .. وشواهد .. وتجارب .. ما حصل كثير.. والنجاح في أي مكان له آباء كثيرون.. وأعداء عديدون.. ومن الطبيعي أن يثير الناجح حوله الكثير من احقاد نفوس مريضة.. وعقول جاهلة. .. من المهم جداً.. أن نأخذ بأيدي الناجحين والمبدعين.. ونكرمهم.. ونشد من أزرهم.. ونحولهم إلى أنموذج عطاء.. وبناء.. ونجعل منهم مثلاً وقدوة للآخرين. .. ويكفي أن نحميهم من استقصادات وعداوات وحسد وكراهية من لم يصلوا إلى النجاح.. وخسروا أنفسهم.. وفشلوا في الرهان مع ذاتهم.. وسقطوا حين كان التحدي أمامهم يطالبهم بأن يقدموا أنفسهم كما يجب!.