عندما نشاهد شاشات التلفزة المختلفة سواءً أكانت عربية أو غير ذلك نعيش حالة من الاحباط والألم لما نشاهده من مآسٍ وويلات وحروب طاحنة، وكل هذه الحروب 90٪ في المائة منها تدور رحاها في بلاد العرب والمسلمين والتي خلفت ومازالت الكثير من المشكلات. حروب طاحنة تدور بين أبناء الشعب والجنس الواحد والبلد الواحد وقودها الأطفال والنساء والشيوخ والبيوت والشجر وكل مابناه الإنسان خلال عشرات السنين دماراً وخراباً وفوضى وهذا الفريق ينتصر على ذاك الفريق والعكس ووجدت الدول المعادية للعرب والمسلمين ضالتها فأخذت تصب الزيت على النار لإشعالها أكثر وأكثر وإطالة أمدها ومع ذلك نحن ندرك مثل هذا الخطر الذي يتهدد الجميع لكن وسوسة الشيطان تبين وتصور لنا غير ذلك وبهذا الوضع المأساوي تعيش الأمة العربية والإسلامية أسوأ ضعفها ووهنها لأن مثل هذه الحروب فيما بينها قد مزقتها أشلاء متناثرة لاتستطيع البقاء واقفة على قدميها بل تظل مستسلمة لمايريده الآخرون منها وهذا هو مبتغى أعداء الأمة الذين يرون في وئام الأمة ووحدتها في ظل راية عقيدتها الخطر الأكبر عليهم، وهذا ماقال به الكثير من أعداء الأمة حيث قال أحدهم: لايمكن لنا أن نأمن خطر المسلمين إلا في حالة واحدة وهي تشرذمهم وتمزقهم، وهذا ماهو قائم اليوم والسؤال الذي يطرح نفسه اليوم: لماذا الحروب والاقتتال لايدور إلا في أرض المسلمين.. هل سبب ذلك السياسة التبعية التي يتبعها المسلمون كل حسب هواه وما يرى فيه مصالحه أم هو الابتعاد عن تعاليم العقيدة الإسلامية التي فيها نجاة للأمة وصون لمصالحها؟! فكل مساء والخبر الأول يكون عن مصرع عدد من الناس في العراق أو الصومال أو باكستان وأفغانستان جراء انفجار قنبلة أو عملية انتحارية قام بها أحد الأشخاص بتفجير نفسه بغرض قتل عدد كبير من الناس وإيذاء آخرين.. القاتل مسلم والمقتول مسلم والجرحى مسلمون.. ولاندري ماالهدف من كل هذه الأعمال التي لايقرها شرع ولا قانون لأنها قتل للنفس البريئة إلا مااختصت بقتال المحتلين للأرض الذين هم سبب آلامنا وويلاتنا، مشكلتنا نحن العرب والمسلمين أننا لانستخدم عقولنا في إدارة شئوننا وشئون علاقاتنا فيما بيننا بل نستخدم ذلك بإيعاز مما يريده الآخرون منا وهم أعداؤنا بطبيعة الحال إننا محاسبون أمام الله فيما نفعل ومانسببه من أذى وخوف ودمار لأنفسنا.. متى سيخرج من بين هذه الأمة رجال عقلاء يعملون بكل ماأتوا من قوة ودراية من أجل إعادتها إلى صوابها. فهناك رجال في التاريخ الإسلامي كان لهم حضورهم وشأنهم فعملوا على صنع ذلك التاريخ والذي جعل من الأمة الإسلامية أمة قوية ومهابة من خلال إزالة عوامل الفرقة والخلاف فيما فكان فما كان لها أن تمددت شرقاً وغرباً أهابها العدو والصديق، أصبحت الأمة الإسلامية مفككة وضعيفة مماسهل لأعدائها أن ينخروا في جسدها المنهك والمريض فانعكس ذلك بالمزيد من الحروب التطاحن فيما بينها وما من أمة تستطيع أن تحقق أهدافها وماتصبوا إليه من عزة ورفعة في ظل التناحر والتطاحن فيما بينها كماهو حال أمة الإسلام اليوم ومثال ذلك ليس بعيداً عنا ماذا لو كانت الأمة الإسلامية بتعدادها المليار وأكثر موحدة القول والفعل والهدف هل كانت فلسطين سترزح اليوم تحت ظل احتلال دولة إسرائيل لايزيد تعداد سكانها عن ستة ملايين تقريباً.. فمن يجيب.