ليس هناك أخطر وأكثر عدواً للعرب والمسلمين سوى العصابات الصهيونية التي تغتصب أرض فلسطين والعرب وتشغل الإنسان العربي من خلال العديد من الطرق والأساليب عن مشروعه النهضوي الوحدوي بطرق مباشرة، وبطرق غير مباشرة. وهذا ما يحسه، ويشعر به كل عربي ومسلم، ولن يستطيع أحد أن يغير من هذا الإدراك العربي الإسلامي، حتى وإن غيّر إدراك الأنظمة العربية لهذا العدو، وقادها إلى الاعتراف والتعاطي مع هذه العصابات بالسر أو العلن، وسعيها إلى تطبيع الشعب أو شعوبها للقبول بهذا العدو المزروع في قلب الأمة العربية، والعالم الإسلامي. الإمبريالية الغربية، أوروبية وأمريكية جنّدت ومازالت تجند كل إعلامها وفق استراتيجيات قصيرة، وبعيدة المدى ليس لتغيير وعي النظام العربي المتهالك ولكن لتغيير وعي الشارع العربي الإسلامي يغير من مشاعر عدائه للكيان الصهيوني وذلك عبر الحملات الإعلامية المخططة والمبرمجة لزرع العداء والفتن بين أبناء الشعوب العربية والإسلامية على مستوى القطر الواحد، وعلى مستوى الأمتين العربية والإسلامية باستخدام الاختلافات والتباينات المذهبية والجهوية والطائفية، وإشعال الصراع والحروب الأهلية فيما بينها البين، وتغذية الرغبات والطموحات لتفكيك وتجزئة البلاد العربية والإسلامية إلى دويلات، وكانتونات وإمارات ومشيخات قزمية تتضاءل وتضعف أمام الغاصب العنصري الكيان الصهيوني. وقد نجحت هذه السياسية إلى حد ما في أقطار عربية بهدم أنظمتها كما نجحت بتغيير نظرة العداء عند بعض الأنظمة العربية والإسلامية إلى اعتبار ”إيران” هي العدو والأخطر من الكيان الصهيوني وإن لم يستطع أحد هذه الأنظمة بأن يطرح ذلك علانية. لكن ستظل العصابات الصهيونية الخطر والعدو الأول للعرب، أي للشعب العربي الذي مازال يعبّر عن ذلك سنوياً من خلال العديد من الفعاليات الفلسطينية والقومية ليقول للعالم عدونا الأول والأخطر “إسرائيل” وهي خطر في نظر كل الشرفاء والأحرار في العالم.