المؤتمرات الفرعية للمجالس المحلية التي بدأت أعمالها منتصف الأسبوع الماضي وتنتهي نهاية الأسبوع الجاري ليست مؤتمرات عادية كما قد يتوقع البعض أو أن انعقادها بهذه المشاركة الواسعة من كل أطياف العمل السياسي والمحلي والشعبي عبارة عن ظاهرة صوتية.. بل هي مؤتمرات تؤسس للمستقبل، وترسي معالم جديدة وواضحة للارتقاء بالعمل المحلي، ووضع الآليات والرؤى الصحيحة للانتقال إلى الحكم المحلي واسع الصلاحيات.. إن المؤتمرات المحلية لاتتركز أعمالها للتأسيس للمستقبل وحسب، بل ووضع الحلول والمعالجات والمخارج لمجمل الإشكالات والأخطاء التي رافقت التجربة المحلية خلال السنوات الماضية وتسببت في إعاقة الكثير من أعمالها، إضافة إلى بروز الشكوى ليس من المواطن وإنما في القائمين على المحليات أنفسهم.. المؤتمرات الفرعية للمجالس المحلية اليوم تؤكد بلوغ الشراكة الشعبية مرفأ شوقها العامر، وذلك من خلال حشد كل إمكانات العطاء لتصب في صالح التنمية المحلية من جانب والوطنية من جانب آخر بكل الصدق والمسؤولية.. ولاشك أن الشفافية والوضوح.. والمكاشفة والمصارحة التي سادت أعمال هذه المؤتمرات في محافظات: حضرموت والحديدة والجوف وشبوة وعدن وإب وغيرها أكدت هذا الشوق المعتمر في نفوس المشاركين.. وفي الوقت نفسه كشفت عن التوجه الجاد والصادق لحل كل الإشكالات القائمة التي تواجه أو تعيق النهوض بالعمل المحلي التنموي والمجتمعي على حدٍ سواء.. بدأ الطريق يتضح بجلاء.. وبدأت خيوط المستقبل تتكشف معلنة بدء مرحلة جديدة من العمل المحلي تتسم بالقدرة على مواجهة الصعوبات ووضع الرؤى المناسبة للتغلب عليها، والاتجاه نحو العمل والإنجاز الحقيقيين كاستجابة مخلصة لكل متطلبات النمو.. وصولاً إلى التنمية المستدامة وتحقيق كل التوجهات البرامجية المستقبلية التي تضمنها البرنامج الانتخابي لفخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية.. يترقب المواطن اليوم الخروج بنتائج تعزز من آماله وطموحاته التي لاتتوقف عند حد معين، بل تشمل كافة مجالات وشؤون الحياة.. يترقب المواطن الخروج من هذه المؤتمرات بأعمال وليس بأقوال.. باستيعاب مطلق لهموم الراهن والتوجه بجدية صوب صياغة المستقبل المزدهر اجتماعياً وتنموياً وسياسياً وثقافياً.. وعلى كافة المستويات والأصعدة.. المواطن ينظر إلى المجالس المحلية على أنها طريق الشعب لتجاوز كل موروثات الماضي، والمسار الصحيح صوب التنمية والقضاء على مجمل السلبيات السائدة.. والمضي صوب المستقبل بوضوح، بعيداً عن الشعارات الخادعة، وعن كل الأوهام التي لاتزال تتسيّد أذهان ونفوس البعض من القيادات الحزبية.. المجالس المحلية هي بشارات التنمية الحقيقية، التي تتجسد عملاً في الميدان وارتباطاً مباشراً بجماهير الشعب والتعبير عن همومهم وتطلعاتهم بصدقية مطلقة.. إن المؤتمرات الفرعية للمجالس المحلية هي البوابة الرئيسة المفتوحة اليوم أمام أبناء الشعب للانتقال إلى الحكم المحلي واسع الصلاحيات، والتي ستنعكس بالإيجاب على مسيرة البناء والتنمية المحلية والوطنية عموماً.. وستعمل على تعزيز الرقابة الشعبية بشكل أكبر.. وبما يصب في الأول والأخير في الصالح الوطني العام.. ولاشك أن النتائج التي أفرزتها المؤتمرات الفرعية في المحافظات التي أنهت أعمال مؤتمراتها ستظل وتبقى محفوظة في أذهان ونفوس المجتمعات المحلية.. على أمل أن يؤكدها البيان الختامي للمؤتمر العام الخامس للمجالس المحلية المرتقب ومن ثم البدء بتنفيذها وترجمتها على الواقع الوطني المعيش.. ولتتأكد معها كل التوجهات التصحيحية المعلنة، والرامية في عموميتها إلى تجاوز سلبيات الأمس، والاتجاه نحو بناء دولة مدنية قوية عناوينها الشراكة الوطنية الحقيقية وإشاعة قيم المحبة والتسامح والبناء.. وخوض معركة التنمية بمسؤولية.