على طريق الحوار، الذي يبدو أنه قد ضل طريقه أو ضلت عنه الأحزاب، يبعث المؤتمر برسالة إلى المشترك ليرد عليها برسالتين، وفي الثالثة يقرر إنهاء الحوار قبل أن يقرر البدء فيه!!. يعود المؤتمر ويحذر المشترك من «الإلتفاف» على اتفاق فبراير، ولكن ناطق المشترك يصرح بعنف ويقول: «لقد تجاوزنا اتفاق فبراير»!!. مباشرة ودون مقدمات ينتقل المشترك إلى الخطوة التالية، وكأن تجاوز الاتفاق بات أمراً محسوماً ولا رجعة عنه، مطالباً، أو مبدياً ترحيبه «وقبوله» بما أسماه «وساطة الجامعة العربية»!!!. هكذا.. ببساطة متناهية أحل المشترك نفسه من اتفاق فبراير، وكان هو أول وأكبر المطالب به، ولكنه عاد وأسقطه لمجرد أنه أراد ذلك، ولم يعمل حساباً للشريك الوطني الذي وقّع معه الاتفاق والذي يمثل الأغلبية، ولا للاتفاق نفسه كعهد وعقد مشهود!. لماذا يفعل المشترك ذلك، وما هي مراميه الحقيقية، وعلى ماذا يراهن في هذه اللحظة؟!. ليس من الواضح ما إذا كان المشترك يعي ويدرك خطورة الخراب والتعطيل الذي يسعى إليه، ولكنه وهذا واضح بات يتلاعب بالاستحقاقات الوطنية الملزمة. ويذهب إلى مغامرات خطرة تفتح المجال واسعاً لخيارات صعبة واحتمالات تأزيمية تعيدنا والبلاد إلى ما قبل انفراج فبراير بكثير!. هل أخطأ الحزب الحاكم بتقديمه التنازلات التي مكنت المعارضة من اقتناص التمديد للبرلمان الحالي عامين، مضى ثلثهما دون شيء يذكر، من أجل محاصرة الحزب الحاكم في زاوية ضيقة وحصر خياراته في خيارين لا ثالث لهما؛ أحلاهما مر، فإما التعطيل وإما التأزيم؟!!. حكاية أو نكتة وساطة الجامعة العربية تنذر بتهور غير محسوب، ولكنها مجرد خطوة صغيرة في الطريق إلى فسح المجال أمام التدخلات الخارجية غير العربية، وهذا ما يلوح في أفق خطاب وتكتيك المشترك!!. السؤال هو: هل يعتقد المشترك أنه صاحب الكلمة الفصل في تحديد مسارات الأحداث وإرغام اليمنيين على الانهزام أمام العالم؟!.