قد لا نعرف يقيناً إن كانت مشكلتنا أصلاً مع السياسيين والحزبيين، أو مع الشياطين الموسوسين!!. رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري اكتفى بإبداء تفاؤله بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية في موعدها دون خوض في التفاصيل.. ليسأله صحافي: «هل يكمن الشيطان في التفاصيل؟!» فرد عليه بري: «الشيطان في اللبنانيين»!!. بدوري وأنا أتابع هذا المشهد قفز إلى ذهني المشهد السياسي والحزبي في بلادي اليمن، وكنت مدعواً للتساؤل: «كم شيطاناً في رؤوس أصحابنا اليمنيين؟!». يقال بأن «شياطين» الجزيرة العربية يختلفون عن شياطين بلاد الشام ولبنان وبلدان حوض المتوسط؟!. هذا الإقرار بحاجة إلى امتحان وإثبات برهاني، وليس من واجبي أن أعقد هذه المقارنة، فالعمل مع، أو البحث في شئون «الأبالسة» ليس هو ما أتمناه أو أفضله لنفسي! «الله لا قال». أعرف - على سبيل المذاكرة لا أكثر - بأن أغلب، إن لم تكن جميع المهرجانات والفعاليات الحزبية في مشهدنا السياسي المحلي لا تبدأ أبداً ب«أعوذ بالله من الشيطان الرجيم» وللأمر دلالته الخاصة!!. وحتى اليوم لا يوجد شخص من الفرقاء قال لأصحابه مرة ناصحاً: «العنوا الشيطان وقولوا يا مطلوب»!!. أغلب الظن أن شياطين السياسيين تجيء على شاكلتهم، متقلبة وكثيرة الوجوه، وعديمة المعروف، وقليلة الذكاء، وكثيرة «المعراصة»!. وقد لا يجد اليمنيون بُداً من الدعاء على الشياطين بدلاً من الدعاء على السياسيين، فهؤلاء ضحية للشياطين، وإن كان صاحبي- المتخصص في علوم الجان والأبالسة والسياسيين - يعتقد بأنَّ لدينا صنفاً خاصاً جداً من السياسيين «زادوا على إبليس» وتجاوزوه؟!!. الرجاء هو أن يتعلم الحزبيون والسياسيون والصحافيون أيضاً الرقية الشرعية وقراءة المعوذتين وآية الكرسي، قبل كل عمل يقدمون عليه، لأن الشيطان لن يدعهم وشأنهم!!.