منذ خروجه من مكمنه قبل ثلاثة أشهر، وحتى اليوم، يبذل الخائن علي سالم البيض، جهداً كبيراً، مدفوع الأجر، في محاولة بائسة منه للإساءة لثورة 14 أكتوبر المجيدة، والتنكر للشرفاء والوطنيين من قياداتها ومفكريها. وهذا السقوط المهين لايعد مفاجئاً لمن يعرفون معدن هذا الخائن وجرثومته، فليس صحيحاً أن سقوطه بدأ يوم إعلانه الانفصال عشية الاحتفال بالذكرى الرابعة للوحدة، إذ قد يعني ذلك، أنه كان وحدوياً شريفاً، وهذا غير صحيح البتة عند من يعرف أصل الخائن البيض وتكوينه النفسي المليء بالعقد والنقائص، وإن كان قد حاول الظهور بصورة المناضل الوطني ، لفترة خدمته فيها الظروف التي مرت بها المحافظات الجنوبية بسبب الصراعات المسلحة، الاّ أن ذلك لم يدم طويلاً.. فمهما تكن عند امرىءٍ من خليقة... وإن خالها تخفى على الناس تعلمِ. .. البيض زعم فجوراً أنه من قبائل الحموم في حضرموت ، وحاول الادعاء بأنه هاشمي بعد إعادة الوحدة، وساعده في الترويج لذلك مخلفات الإماميين أمثال بدرالدين الحوثي، ومحمد عبدالملك المتوكل، وغيرهما، فيما هو من أصول هندية، يشير إليها مؤرخو حضرموت وكبار السن فيها، وملامحه تؤكد ذلك، ولا تخفى على لبيب، فضلاً عن محاولاته المتكررة للإساءة لليمن واليمنيين، ولسنا بحاجة لإيراد الشواهد بعد ما قاله في حواره مع قناة الBBC البريطانية أمس الأول. .. البيض أثنى على الاستعمار البريطاني، واعتذر للسلاطين ،ولم يدافع عن نفسه عندما اتهمه المذيع بقتل عبدالفتاح إسماعيل، بل أثبت أنه صنيعة من صنائع الاستعمار ، تسلل للمشاركة في الحكم في 30 نوفمبر 1967م، في إطار الصفقة التي أبرمتها المخابرات البريطانية مع قياديين في الجبهة القومية، ووثائق المخابرات البريطانية المفرج عنها تؤكد ذلك، وتثبت أيضاً أن أحمد عبدالله الحسني تم تجنيده في كينيا، ومحمد علي أحمد عمل «دريفر» مع ضابط استخبارات بريطاني في لودر.. فلا عجب إن ذهب هؤلاء للعيش في لندن بعد فشلهم في تنفيذ مخططاتهم المشبوهة للإساءة للوحدة اليمنية.. كما تشير الوثائق إلى عشرات غيرهم سنفتح ملفاتهم السوداء ، سواء أكانوا في الجبهة القومية أم في جبهة التحرير. .. ذكر الخائن البيض - متباهياً - أن تلفزيون عدن هو أول تلفزيون ظهر في الجزيرة العربية وهو - وإن كان لم يقدم معلومة جديدة - إلا أنه اعتبر ذلك منجزاً ثقافياً كبيراً، وكأنه يريد أن يقنع المشاهدين بأن الاستعمار البريطاني كان له الفضل الكبير في بث الوعي والتنوير بين اليمنيين، في محاولة منه للإساءة للمفكرين والأحرار من أبناء المحافظات الجنوبية والشمالية.. مع أنه يعلم أنَّ بث تلفزيون عدن آنذاك كان محصوراً على المندوب السامي ، وضباط المخابرات، والسلاطين والمرتزقة من أمثاله. .. صحيح أن بريطانيا حملت عصاها ورحلت عن المحافظات الجنوبية إلا أنها خلفت العديد من الأفاعي الذين ربّتهم ودستهم في الجبهة القومية، ومنهم هذا الخائن الذي رقص على كل الحبال. .. وتباكيه على تلفزيون عدن لم يعد له ما يبرره، سوى إظهار مدى ولائه لأولياء نعمته الانجليز الذين أنشأوا التلفزيون في منتصف ستينيات القرن الماضي، وهدفوا من ورائه التأثير على الهوية الوطنية للشعب، وإلهاء أبنائه عن النضال الوطني ضد الاحتلال البريطاني. .. لماذا تهرب الخائن البيض من الإجابة عن ملابسات مقتل عبدالفتاح إسماعيل، وهو الذي غادر معه في المصفحة التي أقلتهما من مبنى اللجنة المركزية عند الساعة الخامسة من عصر الاثنين 13 يناير 1986م.. وإذا سلمنا بما قاله: إن البحرية قتلت «عبدالفتاح» فبماذا يمكنه الرد على قائد حرس «عبدالفتاح» الذي أكد أن «عبدالفتاح» غادر من المصفحة بعد ضربها في منطقة البنجسار حيث توجه - بحسب قوله - صوب مستشفى باصهيب العسكري ليلتقي الخائن البيض هناك. .. والحقيقة أنه وجه بقتل الشهيد «عبدالفتاح إسماعيل» وقام بالتنفيذ «سعيد صالح سالم» الذي عينه البيض فيما بعد وزيراً لأمن الدولة.. وبعد الوحدة فرضه محافظاً لعدن، ربما مكافأة له على قتله «عبدالفتاح» . .. إن «البيض والحسني ومحمد علي أحمد والأصنج» وبقية المتسولين المتهافتين على فتات الموائد، ليس بمقدورهم الإساءة لوحدة اليمن، بعدما تكشفت سوءاتهم، وظهرت عمالتهم أمام الجميع .. ويخطئون في حساباتهم إذا ما ظنوا أنهم قادرون على تشويه صورة مناضلي الضالع التي هي مفتاح الثورة، وأحرار عدن ولحج وأبين وشبوة وحضرموت والمهرة البواسل. .. فليتفرغ البيض لتمويل الحفلات الأسطورية التي يقيمها لعرسان بناته،من دماء اليمنيين وجراحهم... وليثمل مع رفاقه عبدة الدولار، وجند الاستعمار، ويتعرى معهم كراقصات الاستربتز..وليتركوا اليمن لأهلها.. والذل والعار لكل الخونة والمتآمرين.