رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي زار دمشق الشهر الجاري والتقى خلال الزيارة الرئيس السوري بشار الأسد. اجتماع رئيسي الوزراء ايضاً في البلدين كان قد أسفر عن اعلان مشترك "لتأسيس مجلس تعاون استراتيجي عالي المستوى برئاسة رئيسي الوزراء" يضم وزراء الخارجية والدفاع والطاقة والكهرباء والصناعة والمالية والاقتصاد والنقل في البلدين.. فما الذي حدث بعدها..قررت دمشق استدعاء سفيرها في بغداد بعد استدعاء الأخيرة سفيرها للتشاور.. ترى ما هي القصة ؟ في 16 فبراير الماضي تسلمت دمشق اوراق اعتماد السفير علاء حسين الجوادي سفيراً للعراق هناك و في اكتوبر الماضي،ارسلت سوريا سفيرها نواف الفارس الى بغداد . كان المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ أعلن ان مجلس الوزراء العراقي قرر خلال جلسته الثلاثاء الماضي استدعاء السفير العراقي في دمشق للتشاور على خلفية التفجيرات التي شهدتها بغداد الأربعاء الماضي. وبحسب المتحدث فإن" المجلس قرر أيضاً مطالبة سوريا بتسليم اثنين من قادة البعث وهما محمد يونس الأحمد وسطام فرحان لدورهما المباشر في تنفيذ العملية الإرهابية التي جرت وسط بغداد وفي اكثر المناطق تحصينا"كنا اوضحنا تفاصيلها في تناولة سابقة من هذا العمود"، وكذا تسليم جميع المطلوبين قضائياً ممن ارتكبوا جرائم قتل وتدمير بحق الشعب العراقي". قال الدباغ أيضاً: الحكومة العراقية كلفت وزارة الخارجية بمطالبة مجلس الأمن بتشكيل محكمة دولية لمحاكمة مجرمي الحرب الذين ارتكبوا جرائم بحق المدنيين العراقيين،اضافة الى أن "مجلس الوزراء قرر ايضا الايعاز الى وزارتي الداخلية والعدل بتنظيم ملفات استرداد المجرمين المطلوبين عن جرائم الارهاب." تنظيم "دولة العراق الإسلامية" المرتبط بالقاعدة اعلن من ناحيته مسئوليته عن التفجيرين اللذين استهدفا وزارتي المالية والخارجية في بغداد الأسبوع الماضي وأسفرا عن مقتل أكثر من مائة شخص وجرح مئات آخرين. اعلان الجماعة جاء في بيان نشر الثلاثاء على موقع تستخدمه جماعات مسلحة عادة مورداً قائمة بالأهداف التي قال : إن التنظيم ضربها في وسط بغداد يوم الأربعاء الماضي ومنها وزارات المالية والخارجية والدفاع.. لكن السلطات العراقية كانت عرضت الاحد شريط فيديو يتضمن تسجيلاً لاعترافات قيادي في حزب البعث المنحل جناح محمد يونس الاحمد، اكد خلالها مسؤوليته عن الهجوم الانتحاري الذي استهدف وزارة المالية الاربعاء الماضي بطلب من مسؤوله الحزبي سطام فرحان المقيم في سوريا. الحكومة السورية رفضت ما ورد على لسان الناطق العراقي. وقررت هي الأخرى استدعاء سفيرها في بغداد رداً على الخطوة العراقية. دمشق وبحسب ما تناقلته وكالات إعلامية"أبلغت الجانب العراقي استعدادها لاستقبال وفد عراقي للاطلاع على الأدلة التي تتوفر لدى العراق عن منفذي تفجيرات بغداد وإلا فإنها ستعتبر ما ينشر في وسائل الإعلام العراقية أدلة مفبركة لأهداف داخلية وربما لأجندات خارجية".. هكذا تسير ربما اتفاقات التضامن والتكامل والتعاون العربي..