يفترشون الأرض أو يقتعدون على قارعة الطريق أملاً في إحسان الناس , دفعت بهم نوائب الدهر إلى مناشدة الغير, وما أمر ذلك على النفوس العزيزة. ربما يبدون أمام العابر أو المار مجرد متسولين أصبح منظرهم مألوفاً كتمثل لظاهرة التسول المنتشرة في مجتمعنا, لكن الشخص العاقل يمكنه إدراك الفارق بين من يتسول كعادة ومن ينشد لحاجة , فوراء البعض منهم قصص بؤس وحرمان و ابتلاء.. لعلنا نعيد للضمير صحوته و نتحاشى الوقوع في فخ التعميم بعدما اعتاد البعض ادعاء المصيبة والتظاهر بالعوز لمجرد استدرار عطف الناس , تكاسلاً عن العمل وبحثاً عن الرزق السهل. لقد أنستنا كثرة المتسولين حاسة النظر بعين الرأفة للبؤساء الذين طال صبرهم واحترقت أماني العمر وهم يستجدون . هذه نماذج لإخوة لنا تطحنهم رحى الأرزاء,لا يملكون سوى الشحاذة طلباً للقوت الضروري فهل نملك لهم شيئاً غير عبارات الشفقة وكلمات التعاطف ؟ نأمل أن يستعيد المجتمع عافيته .. أن نتراحم كي نشعر بآدميتنا و إنسانيتنا الخافتة وسط ضجيج المادة وبهرج الوقائع. صفوان الشويطر