بعض الدول العربية اتخذت قرارها في تأجيل الالتحاق بالمدارس الأساسية بصورة خاصة عن موعدها المعتاد سنوياً بسبب ظهور إصابات متتالية جديدة لانفلونزا الخنازير، وتجاوزها في بعض الأحيان إلى نزع حياة البشر بالعدوى بين أناس آخرين أمثالهم وأخذت الكمامات أيضاً تنتشر بين الكبار والصغار رجالاً ونساء وأطفالاً في الشوارع والأماكن العامة المزدحمة كالأسواق، وفي المطارات وفي نظرات المتقين بها من طيران العدوى إليهم من مسافات أمتار ما يدل على الخوف والهلع من هذا الوباء الأكثر سرعة وانتشاراً على سطح الكرة الأرضية منذ ما لايزيد عن سنة واحدة. التربية والتعليم في اليمن أجلت الدراسة أسبوعاً، وحذت حذو هذه الدول الشقيقة التي وافقت على تأجيل الدراسة في المرحلة الأساسية لفترة لم تحددها حتى - كما أعتقد - تتمكن من توفير اللقاحات الجديدة التي ظهر أهمها في الصين قبل أسبوعين واعترفت بفاعليتها الجهات المعنية في الولاياتالمتحدة وشكرت الصينيين على نجاح بحوثهم وتوصلهم إلى هذا اللقاح غير المعروف حتى الآن فيما سينزل الأسواق العالمية وبأي ثمن..؟ فالعدد الهائل لشعب الصين قد لا يسمح للدولة بتصدير اللقاح إلا بعد تطعيم أكثر من مليار وثلاثمائة مليون شخص، ولم يتجاوز عدد الذين تلقوا جرعات منه - منذ الإعلان عنه - الثلاثين مليوناً، والحجوزات على أشدها من قبل الدول المستوردة التي تسابق الزمن للحصول على كميات بعدد السكان كالجزائر التي أعلنت أنها قد وفرت ما يقرب من الاحتياج الكلي لوقاية شعبها من انفلونزا الخنازير ولم تذكر من أية جهة أو دولة ستشتريه أو قد اشترته ودفعت القيمة مقدماً مهما كانت باهظة لتفادي كارثة أخذه بالاتساع بالرغم من الإجراءات العالمية ومنظمة الصحة العالمية لوقف انتشار الوباء إلا أنه تغلب على كل المحاولات حتى الآن لوقف زحفه المخيف. نحن وكما يعتقد الكثيرون قد تكون بلادنا أرضية خصبة لانتشار الوباء رغم ما يردده المتواكلون في العناية بصحتهم والمحافظة على حياتهم ووقايتها التي تحثهم على اتباعها السلطات المختصة من أن لدينا مناعة بدليل أن المواد الكيماوية التي تستخدم في زراعة القات والخضروات لم تؤثر ولم تصب إلا القليل، ولعل هؤلاء لم يتابعوا ملحق «ليلة القدر» الصادر عن صحيفة «الجمهورية» ويقرؤوا الحالات اليومية التي ينشرها الملحق مع الصور للمصابين بمرض السرطان بوجه خاص مصحوبة بصورهم وباستنجادهم الخيرين والمسئولين في إنقاذهم من المرض بتوفير العلاج وإنقاذ أسرهم من الجوع والفقر وأولادهم المصابين أيضاً بالمرض المتعدد الأسماء. إن تأجيل الدراسة في المرحلة الأساسية هو قرار تختص به وزارة التربية والتعليم على ضوء مالديها من سياسة واستعدادات لم تعلنها ونحن في انتظار ما ستعلنه خلال الأيام القليلة القادمة.