التي احتست خمرة الحب في ليل طويل..تلك التي غنى على اعتاب مقهاها الزمن..وارتوى ثغرها من مواويل الطبول...تعز...أيتها المحجوبة خلف ستار العنفوان الأبي...يا دُرة أيعقل أن يجتاحك «اللغط» ..لا إلا تعز..إلا تعز.. أىها الشرذمة المحكومة بأطماع الشيطان..أليس لإبليس وطن فيعلم هؤلاء معنى الإحساس بالاستقرار في ربوعه؟! أو ليس هو معلمهم الأول؟! ليس للنيل منك سبيل ونحن نقسم أننا نقف في وجوه هؤلاء بضراوة المستميت!!! اليس من هؤلاء من يحمل داخل تجويف جمجمته عقلاً يمنعه الانعطاف بجنون حول مبدأ صلب لا يمكن أن يتزعزع ولو بشروط الدنيا كلها...هل من العقل إقحام المذاهب والفصائل وجموع المنخرطين في قضية قالوا إن أساسها السعي إلى العدالة في استخدام القانون... ما عدنا نعلم هل صار الوطن خاضعاً للحصحصة..أم للخصخصة...لكثرة ما يعود هؤلاء «الصغار» بعقولهم من بيوتهم بأفكار لاتخدم الناس والوطن في شيء...فحين يعكفون على إصدار وثيقة إنقاذ وطني يكون أطرافها مخربين وعابثين هم يلقون بالوطن إلى مهاوي الردى فهل يعقل أن يسلم الناس زمامهم لمجانين يعيثون في الأرض فساداً لا هم لهم سوى إشعال النار..كلما أطفأهاالله؟!!!فإذا كان يهمهم أمر الوطن فعلاً عليهم أن ينقذوه من أنفسهم التي سولت لهم فعل كل شيء من أجل الوصول الرخيص إلى السلطة حتى يعود لأهل اليمن أهله ولأهل الشام أهله «وكأنك يابو زيد ما غزيت» أيها السادة وحدة اليمن قامت بعد ثورة ولم يكن طريق الثورة والوحدة مرصوفاً بالزجاج الملون الذي تحفه الأزهار من كل جانب. إنما رحل كثيرون كانوا يحلمون بأن تشرق شمس يوم جميل وقد رحل المحتل وأصبح اليمن واحداً..إنكم تحطمون أحلاماً عظيمة من أجل أن تتحقق ناضل الكثيرون من أبناء هذا الوطن نضالاً حقيقياً مستوفي الشروط له أهداف واضحة فما هي أهدافكم أنتم؟!!أىن ذهبت مصلحة الوطن حين يكون ذلك المنصب هو الهم الوحيد والمطلب الفريد...ماالغاية المرجوة من عودة الإمامة إلى شراكها؟!! هل اشتهيتم رائحة القطران من جديد؟!! هل اشتقتم للفقر؟! أم أن الجهل والمرض وعداكم وعداً فلم تستطيعوا أن تخلفوا وعدهما بالذبول والانقياد والتبعية؟! أخشى أن يكون العرق دساساً في وراثة الجهل والفقر والمرض والتخلف !!! أبعد أن أبصرتم النور تشتهون العتمة؟! إلى أي وحلٍ تودون قيادة هذا الوطن الجميل الأبي؟!! إلى أي مستنقع بغيض ترمون بكفاح غيركم سنوات طوال؟! يالهذه الدعوة الدعية!!!يالسفاهة منطقها...وبشاعة بطانتها وغرابة أسمائها وألفاظها..ماذا تعني جملة «انقاذ الوطن»إن لم يتم انقاذه باستثمار جيد وسياحة نشطة ومشاريع تحتية ضخمة ..مدارس تخرج الناس من الظلمات إلى النور، مصحات تداوي المرضى النفسانيين!! أسواق تعرض السلع الوطنية بشكل لائق للمواطن والسائح..بماذا تنقذونه إذاً؟!! بالموت والدمار وإشعال الفتن وإخراج رؤوس الهلاك على مقاعد من حديد ليتحدثوا عن مصلحة الوطن وهم أبرياء من الوطنية أصلاً؟!! بم سينقذ هؤلاء اليمن؟!!باستعراض الحناجر والخناجر؟!! بإقامة الاجتماعات والاحتفالات وشحذ طاقات الشباب بالبارود والنار والرصاص؟!! بماذا ستنقذون اليمن وأنتم تدمرون بنيتها...تحطمون طاقات شبابها، تقتلون أبرياءها تستبيحون محارم عقولنا، وتحكمون على حرية الناس بالإعدام شنقاً!!أيها العائمون على وجه بحر الهوى..لسنا وأنتم في الأهداف سواء!!!إنما تسعون بقوة السلاح وتمشون على جماجم البشر وتكثرون الالتفات إلى الخلف لأنكم أبرياء من رائحة اليمن...لستم ممن تمرغ وعانى وجافى جنبه مضجع النوم لتعيش اليمن..لستم ممن بنى وزخرف وزين وأبدع لستم ممن تساقطت عن جبينه حبات العرق تترى لتنبت سنابل الوطن على قدميه..حول خاصرته...على ساعديه..لستم من اليمن في شيء حتى تدعون إلى التقسيم..والتشظي..لاتملكون مفاتيح قلوب البشر فارحلوا عنها بسلام..لن تكونوا حكاماً على شعب يعلم تاريخه حرفاً حرفاً..ويحفظ درس الماضي القريب الذي كان آباؤكم الأولون أبطالٌ على مسرحه الكبير.. أذكر مثلاً قرأته ذات مرة قبل سنوات طوال...ينطبق تماماً على هؤلاء الذين يرون حكم اليمن هو الحل لمشاكل الشعب..وهمومه...وكأن حكمهم للوطن سيرصف الشوارع..ويحقق الاكتفاء الذاتي في مجال الزراعة والصناعة ..ويستخرج البترول من العدم...ويوازي طموح المرأة بالاستقلال..ويشاطر الشباب همهم الوظيفي ..ويعطي لكل طفل حقه في الحصول على المرح والعلم والجسد الخالي من الأمراض و.......المهم يقول المثل الذي حدثتكم عنه:«كيف نتوقع إنصافاً للقمح من محكمة قضاتها من الدجاج» ألا ترون معي أن هذا المثل ينطبق تماماً على هؤلاء..وأنه آن الأوان لينطق القمح في وجه الدجاج على أساس أن ما يحدث على الساحة من مهازل لانعدها من وجهة نظر العقل والمنطق سوى أفلام كرتون مبكية أكثر مما هي مضحكة!!!الحقيقة أننا تصيبنا الدهشة عندما يحاول البعض الحديث باسم تعز حول مشاريع وهمية لاتخدم إلا أهواء اشخاص أخذ منهم الضعف كل مأخذ.. لأنه ليس من القوة والحق والعدل والصدق أن يدعو أحدهم إلى توسيع دائرة النار وهو يعلم تمام العلم أن النار لاتحرق إلا رجل واطيها!!! كما تقول الأغنية الخليجية« مع الاعتذار لعبدالله الرويشد» فهل يرى هؤلاء في النار جنة؟! وهل يرون في الباطل حقاً وله يحسون بأن في الجور عدل؟! الحقيقة أصبحت هذه الفئة متخبطة حتى لم تعد أهدافها واضحة..ليحفظ الله اليمن من كل متكبرٍ لا يؤمن بيوم الحساب..