يسود التلاسن لا الحوار ولا النقاش الموضوعي فتضيع الفكرة وتبقى السكرة هي سيدة الموقف، فلا تسمع أو تقرأ كلاماً مفيداً، بل مجرد صراخ وعويل واتهامات مقذعة، وكأنك داخل على مسرح مجانين أو مصحة عقلية مع الفارق؟! .. يأخذ الفرقاء حقهم ووقتهم في التفكير والبحث عما يمكن أن نطلق عليه مخارج وحلولاً واقعية لانتشال المرحلة من بين ركام التأزيم والاحتقانات والمشاكل الصعبة. .. ولكنهم يخرجون من التفكير والبحث بشيء آخر لا يشبه المخارج أو الحلول من قريب أو بعيد! .. غالباً.. تكون النتيجة شيئاً آخر، فنحصل على كميات كبيرة من البيانات والتصريحات المليئة بالملاسنات والاتهامات، وقد تصل إلى حد الشتائم المخزية والتجريح الشخصي والسباب أيضاً؟! .. على هذه الشاكلة وبهذا المنوال يستمر «الحوار»! فهل نتفاءل أو نتشاءم أو نضرب صفحاً عن الجميع وننشغل بأشيائنا الخاصة ونفكر بأن المستقبل قد ضاع من بين أيدينا في هذه اللحظة؟! .. اليأس ممنوع، ولكن الأمل شاق ويحتاج إلى وقود يبقيه مشتعلاً، والوقود ليس إلا مبادرات عاقلة وانفراجية من هنا أو هناك تثبت لنا بأن العقلاء لايزالون يعملون، وأن الجنون أو الانسداد ليس هو قدرنا الوحيد في المدى المنظور. .. حينما يكون الحوار بين الفرقاء هو الخيار الوحيد الذي يتحاشونه ويزهدون به، فإنهم يبعثون رسائل سلبية إلى الجمهور ويزيدون من معاناة الناس ويصيبونهم بالدوار والدوخة ونقص المناعة ضد اليأس! .. القطيعة والخصومة والتمترس الحزبي وراء سواتر القناعات الخاصة والمواقف المتشنجة والمتطرفة، كلها أساليب سهلة ورخيصة نسبياً، مقارنة بغيرها الأكثر قيمة وجودة. .. ولكنها أيضاً لا تصلح لإدارة المجتمع وممارسة السياسة وإنجاز مهام الشراكة الوطنية ومتطلبات المرحلة، لتأمين سير الجماعة والمجتمع في طريق سالك ومقبول يؤدي إلى نتائج آمنة ويقلص احتمالات التأزيم واستدعاء الكارثة. شكراً لأنكم تبتسمون [email protected]