مأساة حقيقية، وكارثة مؤلمة.. هذا أقل ما توصف به حادثة المتحف الوطني بتعز الأحد الماضي ويظل هناك الكثير من الحديث ليقال حول ما حدث وكيف؟! .. الرقم الكبير الذي خلّفته الحادثة في أعداد الضحايا «7 قتلى و6جرحى»، مثّل فاجعة مذهلة، وتركنا مخطوفين لبعض الوقت عن استساغة أو تقبل الحقيقة المرة. .. ولكن تأكد خبر الواقعة، ولّد صدمة ثقيلة لم تبارحنا حتى الآن؛ لأن ماحدث ليس فقط غير متوقع، بل وغير مبرر على الإطلاق مع انتفاء المقدمات الاحتمالية والشروط المختلفة التي قد تجعلنا مضطرين موضوعياً على الأقل لضرب الاحتمالات وافتراض الأسوأ، كأن تكون هناك مثلاً ظروف قتالية أو مواجهات أو شيء آخر، يحتمل وقوع ضحايا. .. هذا العدد الكبير من الضحايا والأرواح التي أُزهقت والدماء المسفوكة، يجعلنا نعيد السؤال عشرات المرات أمام أنفسنا وأمام الكارثة المؤلمة: هل كان ممكناً ببعض الإجراءات والصرامة في تطبيق اللوائح الأمنية بخصوص الأفراد والسلامة النفسية والجسمية والعقلية تجنّب هذه الحادثة وتوفير هذا العدد من الضحايا؟! .. السؤال أو التساؤل لا يدين جهة أو أحداً، ولا يحاول أن يفعل.. ولكن من غير المعقول ولا من المسئولية أيضاً أن ندع الحادثة تمر مرور الكرام، دون مراجعة ومساءلة ذاتية لضمان عدم تكرار مثل هذه الفاجعة، نتيجة أخطاء قاتلة، قد تُرتكب بحسن نية أحياناً، أو بسوء تدبير واستهانة فاحشة بتطبيق الشروط والمعايير أحياناً أخرى! .. الضحايا يرحمهم الله، ويشفي المصابين منهم وافاهم الأجل والقدر.. هذا حق، ولكن لا يعني هذا أن نتقبل ما حدث بالإحالة على القدر وحده.. فهناك أسباب ومقدمات وشروط كلها ساهمت في تهيئة الظروف، ولم يستفد أحد من التجارب السابقة! شكراً لأنكم تبتسمون [email protected]