هذا عيد الرحمة، وآخرون يرونه «عيد اللحمة»، ويمكن الجمع بينهما «الرحمة واللحمة معاً»، ومن لم يجد الثانية فلا يفقد الأولى؛ لأنها في متناول يده وإرادته. .. قد يجوز أن يكون العيد بلا لحمة، إذا فقد شرط الاستطاعة، ولكنه لا يجوز بلا رحمة، فهي شرط لا يسقط وإن سقط العالون وكثر المغالون وعزَّ ال«بعاااع»! .. ذبح النبي صلى الله عليه وسلم وقال: «اللهم هذا عني وعن فقراء أمتي إلى يوم القيامة».. فيسّر علينا صلى الله عليه وسلم، وواسى الفقراء بأعظم مما يجده ويستطيعه الأغنياء والمقتدرون.. فلا أرحم منه وهو المبعوث رحمة للعالمين. .. في العدد نفسه من «الجمهورية» الاثنين كان هناك استطلاع بعنوان بارز يسأل: «الأضحية كسنة مؤكدة، لماذا لا يمتثل لها بعض المسلمين؟». .. والسؤال يجعل بعض المسلمين يتساءلون باحترام شديد: «مو.. ما سخيناش؟»؟!! .. ولسان حالهم: «عليك البحر وعلينا الميناء»، كما يقال في الاستشهاد اليمني الشهير من زمن «الجمهورية.. ومن قرح يقرح»! .. يعني، عليك الأضحية وعلينا الذبح، وإلا فلا تتهم «بعض المسلمين» بعدم الامتثال وربك أدرى بالحال. .. ولكن في زاوية «جاسوس» ولا أعرف لماذا هذه التسمية المستفزة دون غيرها؟ كانت الإجابة عن السؤال السابق ترد في الحال ومن السطر الأول: «أسعار الأضاحي شهدت ارتفاعاً هذا العام».. هكذا مباشرة وبدون حوائج ومقدمات. .. فلأن السيد جاسوس شهد بارتفاع الأسعار، فإن بعض المسلمين لن يذبحوا «البعاااع». .. ولكن أخونا الجاسوس كان متأخراً جداً؛ لأن أسعار الأضاحي شهدت ارتفاعاً في الأسواق العام الماضي والذي قبله.. وكل عام مضى، وليس هذا العام فقط، وكأن الجاسوس وقع على سر مكتوم وكشف لم يسبقه إليه أحد من المسلمين المذبوحين، بدون شعيرة أو سنّة مؤكدة!! .. أن تذبح أضحية فهذا جيد وأنت مأجور، لكنك لا تأثم إذا لم تذبح؛ لأنك لم تجد أضحية لتذبحها.. ومنذ زمن طويل وفقراء المسلمين ينذبحون كل يوم وكل عام وكل عيد جديد.. ولم يسأل صحافي مجتهد إن كان هذا حلالاً أم حراماً؟! شكراً لأنكم تبتسمون [email protected]