ليس للإرهاب إلا وجهه الواحد الأكثر بشاعة ودموية ووحشية، وليس له من معنى سوى مايرسمه على وجه الحياة من خراب ودمار وإزهاق للأرواح وحرق للحرث والنسل ومآسٍ جمة من الخوف والذعر في نفوس الخاصة والعامة ومن إقلاق السكينة وهدم البنى التحتية والفوقية للمجتمع وخدش وتلطيخ جمال الطبيعة والكائنات من بشر وحجر وشجر وحقول وزهور ومساجد ومعابد ومزارع و مصانع وحب وطفولة.. الخ بلون الدماء والدموع وسوداوية الفساد والرعب والجريمة.. أما الإرهابي فإنه الوجه الآخر للإرهاب وكلاهما وسيلة الآخر في الإفصاح عن مكنون هويتهما الواحدة فكراً وسلوكاً وسيان بين واحدية شكلهما القبيح ومضمون جوهرهما الخالي إلا من القبح الأشد.. فالإرهاب فكراً منظومة معلوماتية استوطنت العقول الحجرية فاستوقفت الزمن واستوقفها على حدود قرون الجاهلية الأولى ولم تبارح لغتها بلادتها حتى في تهجي أبجديات كينونة آدميتها البليدة.. وإلى الآن لم يزل الإرهاب فكراً عاجزاً عن كيف يواري سوأة أخيه.. سُكناه جماجم القردة والخنازير، ومداه براح الغاب وطقوسه شرعته ومنهاجه في فهم عقلنة البشر.. وإذا كان الإرهاب فكراً على هكذا تفسير لحقيقة ماهيته وفق فقه أمهات الكبائر.. فإن الإرهابي في إطار فلسفة النمو يصبح منذ النشأة الأولى وحتى آخر الجدل العقيم يصبح الجسد الذي له خوار تصفّر فيه رياح السوء فيأتي صوته أكبر سوءاً وغباءً.. منذ أن قالوا:«ربنا باعد بين أسفارنا» وحتى جاء من كسرى المعاصر«الموت لأمريكا.. الموت لإسرائيل» بألوان الدم المسفوح وبالأسود الحالك الظلمة لون عمائم الآيات والحوزات ولون شراذم الزمرة ليبقى القاتل الإرهاب ونبقى وحل إرهابي.. ولكن!! لا.. لن نعطي لهذا الغول حق العيش فينا، وحق الاستيطان في دورنا وعقولنا وسلوكنا ولا ولن نسمح لعدوانية الإرهاب والإرهابيين ووحشيتهم وفسادهم أن يطغى على يوميات حياتنا الآمنة المستقرة وعلى حقنا في العيش على تراب وطننا أحراراً كرماء نعشق الأمن والسلام ويعشقنا الوطن مواطنين صالحين يضمنا يمن واحد من أقصاه إلى أقصاه وكلنا إيمان بثوابتنا الوطنية يحدو مسيرة أيامنا قائدنا وصانع مجدنا المعاصر بطل الوحدة وحامي حمى الجمهورية ومكاسب الثورة المجيدة 62 سبتمبر و 41 أكتوبر فخامة الأخ رئيس الجمهورية ومعه كل شرفاء الوطن. وإننا لعلى ثقةٍ كبيرة فينا كشعب يمانيٍّ أصيل وكقيادة وطنية حكيمة وشجاعة لاينقصها شموخ وإباء الأبطال، وكوطن أرضه سهول وجبال ووديان وسواحل تأبى الضيم أمام حثالات الأشرار وترابها دوماً وأبداً مقبرة للغزاة الطامعين أم الأعداء الحاقدين والمتآمرين وسوف يلقى الإرهاب وزبائنه المفسدون في ربوع وطننا مصيرهم المحتوم وليس مصير أعداء الوحدة الانفصاليين أو أعداء الثورة والجمهورية المتمردين الخارجين عن القانون عنهم ببعيد.. فاليمن ليست تجربته التي يعيشها اليوم مع الإرهاب والإرهابيين جديدة عليه فلكم تكالبت عليه قوى الضلالة والإرهاب والعمالة والخيانة ودائماً كان الوطن المنتصر نهاية كل محنة بدءاً بحرب السبعين فحرب صيف 49م مروراً بالصمود الذي لايلين أمام مؤامرات عديدة حاكها بعض المعارضين بما يحقق ماعجزوا عن تحقيقه في حرب الانفصال وصولاً إلى الانتصارات العظيمة التي كتب ملاحمها بالدم الطهور أبناء قواتنا المسلحة الباسلة فوق سفوح جبال رازح وحيدان ومران في معركة الوطن ونظامنا الجمهوري مع قوى التمرد والإمامة الحوثيين في صعدة وانتهاءً بالضرب بيد من حديد على كل من تسوّل له نفسه المساس بأمن الوطن والمواطنين والقيام بأعمال تخريبية كالتي أشعلتها عصابات الشغب والفوضى في بعض المناطق الجنوبية.. أما الإرهاب والإرهابيون أينما كانوا فإننا لهم بالمرصاد، وليس الضربة الاستباقية التي نجحت في تنفيذها قواتنا الأمنية والاستخباراتية ضدهم ببعيد، فاليمن ليس أفغانستان أو العراق ولن يكون في يوم من الأيام مسرحاً للقتل والتخريب والسعي بين الشعب بالفساد، وإذا كان لابد من كلمة نقولها بلسان هذا الشعب اليماني الغيور على دينه وأرضه ومشاعره الوطنية والأخلاقية فإنما نوجهها إلى كل المتآمرين والعملاء والخائنين لهويتهم اليمنية ممن يمدون أيديهم ملطخة بالعار إلى أعداء الوطن والشعب ومنجزات ثورته ووحدته المباركة ونقول لهم: إن خياناتكم لن تزيدنا إلا إصراراً على الوفاء وإن إرهابكم وتحالفاتكم لن تزيدنا إلا قوة وتماسكاً ووحدة وطنية راسخة رسوخ إيماننا بالله سبحانه وتعالى ولن نهابكم مهما استفحلت شروركم مادام الأخيار هم المدافعون عن سيادة اليمن وأمنه واستقراره.. ومثلما انتصر للثورة والنظام الجمهوري أبناء القوات المسلحة والقبائل اليمنية الأبطال فإن مواكب الفرسان لن تألو جهداً في الوقوف بالمرصاد في وجه العصابات الإرهابية وتدمر أوكارها لتسطر بدماء المخلصين شهداء الحق والواجب صفحات أخرى من نور في سجل البطولة والفداء دفاعاً عن أرض وعرض اليمن.. والله معنا ومعنا كل إخواننا في العروبة وكل الأصدقاء في الإنسانية في معركة الحق ضد الباطل والخير ضد الشر والأمن والسلام ضد الإرهاب وسفك الدماء البريئة ظلماً وعدواناً وشريعة الله في أرضه ضد شريعة الغاب ووحوشه البشرية التي لاتراعي إلاًّ ولا ذمة في القتل والتدمير بلا أدنى مشاعر إنسانية أوعقائدية أو إحساس ضمير.. وإننا لعلى ثقة بالله تعالى وثقة في شعبنا البطل أنه سوف يكون جيشاً واحداً في معمعان التصدي للإرهاب بكل أشكاله وشخوصه فرادى وجماعات، وعلى ثقة كبيرة في المجتمع العربي والإسلامي والدولي بأنه لن يقف متفرجاً وسوف يقف وبكل قواه ضد التطرف والتشدد والإرهاب في منطقة كبلادنا تشغل موقعاً جغرافياً هاماً جداً ومواقف جادة منها سوف يحمي مصالحها أولاً وسوف لن يسمح بتكرار مآسي الإرهاب في أفغانستانوالعراق والصومال و.. الخ وسوف وهذا هو الأهم لن يمنح الإرهاب والإرهابيين فرصة جديدة تجعل منهم قوة لإقلاق السكينة العامة للمجتمع الدولي.. فهل يسمع العالم أجمع نداء اليمن للوقوف صفاً واحداً ضد الإرهاب عدو الإنسانية والحياة المزدهرة وعدو الأمن والسلام؟