هاهو العام 2009م يلملم حصاده ليرحل غداً بحلوه ومُرّه ومع أن مُرّه أكثر من حلوه ففيه انقضت إسرائيل على غزة ودمرت الاحياء والجماد ولم يسلم الأموات من قصف مقابرهم، أستخدمت كل أنواع الاسلحة المحرمة دولياً ضد المدنيين ومع الاحتجاج العالمي على تلك الحرب وبرغم تقرير جولد ستون وبرغم كل الإدانات والشجب فإن الحرب لاتزال مستمرة بمشاركة فاعلة من أطراف عربية، فالحصار المفروض على الفلسطينيين لم يعد فوق الأرض فقط وإنما من فوقهم ومن تحت أرجلهم وقد بلغت القلوب الحناجر لقد استكثر اعداء الحرية على أهل إسرائيل طوال هذه الفترة وخذلهم القريب بل وساهم بكل قوة في تشديد هذا الحصار لأن المواطنين في الكنانة يرفضون أن يموت إخوانهم جوعاً فقد اتجه حلفاء إسرائيل بعمل سد من الفولاذ ولو استطاعوا لمنعوا عنهم الهواء، ولكن يأبى الله إلا أن يتم نوره وقد بشر رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك فقال:« لاتزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لايضرهم من خذله قالوا: أين هم يارسول الله قال: في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس». في هذا العام زادت وتيرة التهويد في القدس ولن يمضي وقت طويل حتى يستكمل اليهود مخططهم والعرب والمسلمون صامتون صمت القبور وحالهم كما قال الشاعر: لقد أسمعت لو ناديت حياً ولكن لاحياة لمن تنادي ونحن في اليمن لم يكن حالنا بأفضل فقد تفجرت الحرب السادسة التي اشعلها عناصر التمرد والتخريب في صعدة الباسلة وساعدت قوى أجنبية على استمرارها، ومع كل ذلك التآمر والخيانة فإن أبطال قواتنا المسلحة مازالوا يكبدون الفئة الباغية صنوف الهزيمة.. والنصر بات قريباً بإذن الله تعالى فهاهم المغررون يعودون إلى رشدهم وانفض الناس من حول الساحر وبطل السحر وقريباً بإذن الله سنشهد نهاية الفتنة. أما القاعدة فلم تفاجأ بضربة قاصمة وقوية مثل الأخيرة التي نفذتها الأجهزة الأمنية والتي أثبتت تطوراً نوعياً في المواجهة مع الإرهاب، وأرادت القاعدة أن ترد بسرعة لتثبت أنها لاتزال قوية ولها أذرع في كل مكان فكانت محاولة تفجير طائرة الركاب الأمريكية من قبل «عمر عبدالمطلب» وهي محاولة تدل بوضوح على ردة فعل سريعة وغير محسوبة من قبل القاعدة وتدل أيضاً على تخبط نتيجة للمفاجأة التي أحدثتها هذه الضربة النوعية. نحن نعلم أن العنف والقوة لاتحل مشكلة ولاتوفر استقراراً وانما هي أداة لجر الطرف الآخر للحوار أو الاستسلام أو هي تأجيل مؤقت للمشكلة وربما لم يدرك القاعديون والمتمردون أن الدم لايورث الا الدم وأن للشيطان طيفاً وللسلطان سيفاً. وقد أعطتهم الدولة الفرصة تلو الفرصة فحصل المتمردون على فرص خمس ومنح القاعديون فرصة للحوار وثاب البعض منهم إلى رشده وصار من المواطنين الصالحين وأصر البعض على الاستمرار في الغي والتحالف مع الشيطان وكأنهم لم يقرأوا قوله تعالى «وماكان لمؤمن أن يقتل مؤمناً إلاخطأ ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه...» ألايكفي هذا الوعيد الشديد ألم يسمعوا بقوله صلى الله عليه وسلم« لايزال المرء في فسحة من دينه مالم يصب دماً حراماً» ولكن لن نيأس فليس بعد الظلام والليل إلا فجر صادق وهو آتٍ لامحالة وإن تأخر وقريباً ستختفي هذه الظواهر من عينة القاعدة والحوثي والإرهاب بإذن الله ثم بفضل تضحيات قواتنا المسلحة الباسلة. وما من شدة الاسيأتي لها من بعد شدتها رخاء