سأل سائق الحافلة العاملة بين سوق عصيفرة للقات وجولة إدارة أمن المحافظة عندما أشار إليه بالتوقف ليصعد ذاهباً إلى إحدى الجهات أو سوق القات ومجمع المحاكم والنيابات هناك : إلى أين أنت رايح؟ فقال له :لماذا تسأل، أليس هذا الرقم «4» والمكتوب بحرف بارز وتحته الجهة أو المحطات التي يمر فيها ذهاباً وإياباً؟ فقال: أنا أريد سوق القات، قال: الله يفتح عليك أنا أخاف من سوق القات، وتبادلا الكلام الذي لايخلو من المزاح، حيث قال الراكب: كيف تخاف وممَّ تخاف ومعك المرور سيحميك، وطاهوش الحوبان ، كان زمان لما كانت تعز محصورة بين السور التاريخي قبل الثورة وماحولها ومن كل الجهات أشجار الصبار الشوكية القصيرة وأشجار أخرى تسكن في ثناياها الضباع والنمور والأرانب والثعالب والزواحف بكل أنواعها.. رد عليه السائق ساخراً : أنا أريد منك أن تجرب وتحاول الركوب مع شخص آخر غيري فأنا لاأستطيع ايصالك إلى سوق القات، واحتد الراكب وهو ينظر إلى نشرة وأسماء المناطق المخصصة لنقل الركاب عبرها أو منها وإليها، قائلاً: أليس الكلام المكتوب في مقدمة ومؤخرة الحافلة يقول: سوق القات، الهريش، النقطة الرابعة، ومستشفى السعيد سابقاً، جولة الأمن، مدرسة زيد الموشكي وهلم جرا ؟ سكت السائق ومضى دون أن يأخذ الراكب معه دون أن يتكلم الراكب الذي على يمينه بشيء مما يعني أنه سينزله في مكان قريب ويعود من تلك النقطة التي شاهد فيها مجموعة من الركاب منتظرين الحافلة مثلها، أما أنا فقد ركبت حافلة مماثلة من مفرق معهد العلوم الإدارية، ولما اقتربنا من مستشفى السعيد سابقاً قلت له استباقاً لأي عذر من عدم ايصالي وبجانبي شخص آخر : أنا أريد جولة الأمن، فرد أنا مااقدرش ، أمي ستضربني وانعطف يساراً ليفرض الأمر الواقع، وقال لي : فين باتنزل يالله هات عشرين فلساً الآن.. ولم أنبس ببنت شفة حيث أعطيته العشرين فلساً قبل أن ينزلني في المكان الذي أريد وهو الشارع الواقع تحت ميدان ومقر إدارة النادي الأهلي وصولاً إلى الدفاع المدني لأنني لاحظت بأن الرجل غير مبال بأحد وقد قالها ادفع وروح اشتكي أينما تريد أو دفّع بي، وقلت: ياترى ما سر هذا السلوك ليس عند الرجل هذا بل عند الكثيرين من أمثاله سائقي الحافلات والدراجات النارية وهم المشهورون بالفوضوية واستعراض العضلات.. ربما يكون الجواب عند من يهمهم الأمر قبل غيرهم..