«لا يُحبُّ الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم».. لقد ذهلت من كم المقالات المسروقة مني، تلك التي اشتغلت على صقلها دهري وعمري ومبلغ علمي وثقافتي.. أكثر من عشرين مقالاً في موقع «الحوار المتمدن» وعشرات غيره في أمكنة متناثرة هنا وهناك نكتشفها بالصدفة وأحياناً باكتشافها من أناس محبين متابعين لأفكاري ، كما حصل مع موقع «كفر نبل» من سوريا الذي وقع على اللص الظريف، متلبساً بالجريمة، مما دعانا إلى مخاطبة رئيس الموقع، المكرم زركار عقراوي، فمسح من الموقع مشكوراً ما جادت به قريحة علي الزيبق لص المقالات، ولكن من يسرق بيضة يسرق جملاً، ومن سرق من خالص جلبي يسرق من هاشم صالح، ومن نشر في موقع «الحوار المتمدن» ينشر في مواقع أخرى.... وكما يقول المثل الكذاب يكذب على بعض الناس كل الوقت، أو يكذب على كل الناس بعض الوقت، ولكنه لا يستطيع أن يكذب على كل الناس كل الوقت، وأنا اجتمعت بطوائف كثيرة من الخراطين الكذابين، وأتذكر خالي طلعت جيداً، حين كان يسمع لكذاب أشر، فكان يشير إلى أعمدة السقف أنها بدأت بالقرقعة وسوف تسقط فوق رؤوسنا!! والكذاب نوعان: المبالغ البريء المنتفخ الذي يريد إضفاء أمجاد كاذبة لنفسه، في محاولة غير واعية لإعطاء أهمية لشخصه، وهي مظاهر ضعف عميق وعدم إشباع من أيام الطفولة. والآخر الكذاب الأشر، معدنه من الشر صُنع، وللبلاء صُمِّم، ومن هؤلاء لص مقالاتي، فقد رأيت كمية هائلة من المقالات كلها تحت اسم الكاتب صبحي درويش، بعضها تحت نفس عنوان مقالتي... (أبجديات النظام الشمولي..). أرسلت لي أخت فاضلة تعرف أسلوبي في الكتابة قالت تسأل: لقد اطلعت على مقالة بقلم صبحي درويش، وأنا أعرف أسلوبك في الكتابة فلم أفهم هي لمن؟ هل أنت أخذت منه أم هو أخذ منك؟؟ لقد انتابني في الحقيقة هاجس أنه بعد سنين أو بعد موتي قد تبقى أفكاري خالصة لهذا الدّعي المنتحل المنتشل اللص الظريف؟؟ فالقصة وما فيها كي بورد و ماوس وكبسة زر تمسح المقطع، ثم تنقل بتحريف بسيط من مقدمة سخيفة، أو اقتطاع من هنا وهناك، كالقرد الجالس إلى صينية فواكه فيقضم تفاحة من هنا ويقشر موزة من هناك ويعض كمثرى ثالثة أو يلتهم خوخة وحبة كرز.. كذلك فعل هذا اللص مع مقالاتي فوجب تنبيه القراء عليه، ولقد حذرته فلم ينفع التحذير، ونبهته فلم يزده دعائي إلى فرارا، وكلما دعوته للتوبة والرجوع إلى الطريق الصحيح لبناء نفسه بالتعب المعرفي عشرات السنوات كما فعلت مع نفسي، لم يزده دعائي إلا تبارا.. لقد كتب مقالة بعنوان «سر الديمقراطية وأبجديات النظام الشمولي» فابتدأ بمقدمة سخيفة من غبار الكلمات فقال وكأنه من فلاسفة عصر التنوير كذا!! حينما هممت بكتابة هذا المقال كادت بعض الأفكار والخواطر أن تمنعني من الكتابة لولا أني رأيت أن الواجب يملي على أن أكتب. حسنا إنه فعلاً من كلامه.. ولكن هذا اللص المحترف ماذا فعل حتى لا تكشف فعلته؟ لقد ذهب إلى مقالتين، مثل المشعوذين والمنجمين، فخلط بينهما تقديماً وتأخيراً، واحدة نشرتها في جريدة الاتحاد الإماراتية بعنوان من هو المثقف (نشرت بتاريخ 10 أكتوبر 2004م) فنقلها بالحرف الواحد كما جاءت!! ثم ذهب فسرق بقية مقالته من مقالة لي نشرتها في جريدة الشرق الأوسط (العدد 8583 تاريخ 29 مايو 2002م) بعنوان التنظيم في ظل الأنظمة الشمولية، فانتقى منها فقرات كاملة قطعها ثم لزقها ببعض، وطبعاً بطريقة لا يخضع فيه لمساءلة نظام شمولي مجرم، في الوقت الذي يستخدم جملي كاملة مسروقة من بعض المقاطع، ولولا ضيق المساحة لعرضنا كامل العمل المسروق؟؟ إنها من مهمة الكاتب أن يعلن الحقيقة، ومن تفاصيل الحقيقة تطهيرها من المنافقين واللصوص الذين كتب الله عليهم أنهم في الأذلين.. والآن إليكم النص الأول المسروق بالكامل من مقالتي في جريدة الاتحاد الإماراتية.. من هو المثقف؟ بقلم: خالص جلبي يعتبر (نعوم تشومسكي) أن المثقف هو من حمل الحقيقة في وجه القوة. والمثقف حسب المفكر البحريني (جابر الأنصاري) هو من غادر حقل الاختصاص. وفي القرآن من يكتم البينات يلعنه الله والملائكة والناس أجمعين. وسر الديموقراطية في المعارضة، ولا معارضة بدون فكر مستقل، ولا استقلالية في التفكير بدون حرية فكر، ولا قيمة لحرية التفكير بدون تعبير. والتفكير بدون تعبير يشبه الكمبيوتر بدون شاشة. وخياطو الفكر العربي اليوم موزعون بين أصناف؛ فمنهم من يرى التفكير حراماً وخطيراً، ومنهم من يرى أن لا غبار على (التفكير) بحدود أما (التعبير) فيجب أن يمر من قناة أمنية أو فقهية على المقاس. وعلى (التعبير) أن ينسجم مع أنغام الجوقة. وعلى المفكر أو الكاتب أن يقول قولاً لا يوقظ نائماً ولا يزعج مستيقظاً. نص مسروق بالكامل غير منقوص ...