الشعور بالمسئولية من أهم العوامل المؤدية إلى نجاح المسئول في أداء مهامه من موقعه، وبما يلبي الطموحات التي ينشدها الوطن والمواطن ويحقق مصلحتهما العليا خدمياً وتنموياً.. إلخ.ولقد غمرتني السعادة كثيراً وأنا أقرأ الإعلان الخاص بمناقشة إنشاء مراكز الإنزال السمكي في صحيفة “الجمهورية” قبل أيام مضت – صادرة عن وزارة الثروة السمكية في بلادنا .. ومبعث سعادتي أن هذا المشروع الكبير الذي نصت عليه المناقصة سبق لي وأن كتبت عنه في هذا المكان في الأشهر الأخيرة من العام9002م تحت عنوان (نحو إيجاد مراكز إنزال نموذجية للأسماك)، لذلك فإن المشاعر التي انتابتني ساعتها كانت مليئة بالإيمان الراسخ في أن بلادنا اليمن الغالي تمضي وبإصرار وعزيمة صادقة نحو البناء والإزدهار والمستقبل الأفضل في ظل وجود قيادة حكيمة يحدو مسيرتها صانع التنمية والتحولات العظيمة فخامة الأخ علي عبدالله صالح – رئيس الجمهورية – وفي ظل وجود كوادر وطنية مخلصة تخوض معركتها المنتصرة لبناء يمن الثاني والعشرين من مايو وإن كره الحاقدون. وللأمانة فإننا لانستغرب من رجل في قامة معالي الأخ وزير الثروة السمكية الأستاذ محمد صالح شملان أن يكون كما نعرفه دوماً مثالاً يحتذى به في العمل الجاد والمخلص من موقعه المسئول وأينما كان.. ولسنا هنا بصدد سرد الشواهد الماثلة للعيان على نشاط وتطلعات الرجل وطموحه وأسلوبه المتحضر في إدارة العمل بقدر ما نحن الآن على ثقة كبيرة في أن ما حققته إلى الآن الحكومة في قطاع ثروتنا السمكية ليس إلا الخطوة الأولى في مشروع التنمية المستدامة لهذا القطاع الاقتصادي والخدمي الهام في حياة مجتمعنا الذي يمثل له الصيد البحري من أهم روافد الازدهار المعيشي وإننا في انتظار المزيد من المشاريع الكبيرة في هذا المجال إلى جانب إعطاء الصيادين في بلادنا ومعاناتهم وهمومهم التي لاتخفى على الجميع الاهتمام الأكبر والمزيد من الانتصار لقضاياهم ودعمهم بما يلبي خدمة الصالح العام. فالوزارة - والحمد لله بالمنهجية التي تتبعها والآلية التي تستخدمها- تدلل بما لا يقبل الشك على مصداقية قول الشاعر العربي الكبير «أبي الطيب المتنبي»: على قدر أهل العزم تأتي العزائم.. وأملنا في أن الأيام القادمة سوف تخبرنا بمشاريع جديدة نلمسها على الأرض خاصة منها ما تتعلق بالإنتاج السمكي وضمان الحماية للصياد في هذا الجانب والعمل على توفير كافة المناخات اللازمة للتسويق والتخزين والإدارة المنظمة للعلاقة القائمة بين الصياد والجهة الرسمية والمستهلك.. و... و... إلخ. وإذا كان حلمنا في إنشاء مراكز إنزال نموذجية للأسماك قد بدأت مداميك بنيانه تقام على أرض الواقع فإن هذه النقلة النوعية التي تصب في دعم ثروتنا السمكية ومستفيديها من كل القطاعات تبشر بل تعطينا الأمل اليقين في أن القادم أكثر عطاءً وأكثر نفعاً وإنجازاً وأكثر اهتماماً بهذه الثروة والرقي بها في إطار النهضة التنموية الكبرى التي يشهدها الوطن رغم كل المعوقات التي تعترض طريقه إلى المستقبل المنشود. فشكراً معالي الوزير ولتبق كما عهدناك فكراً إدارياً بحجم المسئولية تسوده الرؤية الثاقبة والمنهجية في التخطيط السليم وتدعم تطلعات جهوده الميدانية بكل إصرار وعزيمة وشعور كبير بالمسئولية.. ولتظل الثروة السمكية في بلادنا صرحاً اقتصادياً علينا جميعاً الاهتمام بها، فمثل هذه الثروة لا يستهان بها حكومياُ ورأسمالياً على طريق بناء الحياة المزدهرة للشعوب.