في زمنٍ لا يقاس بعقربة الوقت, وإنما يقاس بمدى الإرادة والإصرار والعزيمة الصادقة, استطاعت الجهات المختصة في بلادنا استكمال كافة التجهيزات الخاصة باستضافة الدورةال20 لبطولة كأس الخليج العربي المزمع إقامتها في عدن في الفترة من 22 نوفمبر وحتى ال 5 من ديسمبر 2010م .. وبهذا النجاح المنقطع النظير خسر المراهنون على فشلنا باستضافة خليجي 20 وحقق اليمن الانتصار العظيم بهذا المكسب الذي أثبت قدراتنا على التحدي من أول يوم سابقت فيه بلادنا الزمن بكل ثقة واقتدار وحتى الركلة الأولى لمنتخبنا الوطني في مباراته الودية مع نظيره السنغالي لكرة القدم على أرضية ملعب 22 مايو بعدن, الذي يحكي وبكل اللغات عظمة الإرادة اليمنية التي علّمتْ أعداء وطننا دروساً هامة جداً في عدم التطاول على قدراتنا أو السخرية منها؛ لأننا شعب يمانيٌ له رصيده الحافل بالمكاسب على مرِّ التاريخ، ويا ليتهم يتعلمون ويفهمون الدرس جيداً .. ولا يخفى على أي أحد تلك المشاعر الطيبة التي انتابت كل مواطن يمني شريف, وهو يشاهد فعالية تلك المباراة, وهي تقام في ملعبٍ يقف وبكل شموخ على أرضية عدن الشامخة كعنوان واضح الرسالة للتحدي. أقول: إن هذا الحدث جعلني على ثقة كاملة بأن بلادنا والحمد لله فيها من روح المسئولية ومعطياتها المتوافرة(مؤشرات النجاح لأي عمل من الأعمال) ما يجعلنا نزداد ثقة في بناء الوطن حاضراً ومستقبلاً, وهو الأمر نفسه الذي جعلني أفتش في سجلات العمل الوطني المخلص من أجل اليمن عن شواهد أخرى غير استكمال تجهيزات خليجي20؛ لتكون بمثابة التعبير الملموس الذي يغسل عنا غبار بعض مظاهر الفساد في العمل الخدمي والتنموي, ويدل بما لايقبل الشك على أن كل ما يقوم به أعداء الوطن من أعمال إرهابية وتخريبية وخروج عن القانون لن يؤثر بأي حال من الأحوال على مسيرة البناء والتنمية والوحدة والديمقراطية .. ولعلني أجد في نهضة ومنهجية العمل التنموي والخدمي الدؤوب الذي تشهده هذه الأيام وزارة الثروة السمكية في بلادنا واحداً من الشواهد التي تستحق منا كل الفخر والاعتزاز والتقدير .. فلقد أصبح البحر أكثر عطاءً, وأصبحت الموانئ ومراكز الإنزال ومؤسسات الأسماك أكثر تنظيماً إدارياً وفنياً, وأكثر تحضراً كما أصبح الصيادون ينعمون بدعم وخدمات افتقدناها كثيراً في أعمال هذا القطاع .. ناهيك عن أن الوزارة استطاعت أن تعيد إلى اقتصادنا الوطني والخزينة العامة للدولة رافداً مهماً من روافد التنمية, ألا وهو الثروة السمكية والنهوض بها إلى المستوى الذي يستحق الثناء والاحترام .. بمعنى أن أية جهة عمل رسمية أو غير رسمية بإمكانها أن تحقق النجاح الذي تحقق في الجانب الرياضي وفي الثروة السمكية وفي غيرها؛ لأننا اخترنا هذين الشاهدين من باب أخذ عينة فقط على عظمة إرادتنا اليمنية في العمل والإبداع والإنتاج والتحدي .. وللأمانة وهذا بشهادة الكثير من أعضاء المجالس المحلية ومجلس النواب والمكاتب الخدمية للأمانة أن هذه الطفرة التي تشهدها وزارة الثروة السمكية يرجع الفضل فيها بعد الله إلى اهتمام قيادتنا السياسية ممثلة بفخامة الأخ رئيس الجمهورية حفظه الله وإلى ذلك الرجل التنموي المخلص معالي الأخ محمد صالح شملان وزير الثروة السمكية, الذي يشهد له الجميع ممن يعرفون الرجل وقدراته وكفاءاته ..ولا أريد هنا أن أسرد ما تحقق للوزارة والموانئ والصيادين في زمن قياسي بقدر ما أدعو إلى أن تكون مثل هذه الشواهد أسوة للجميع في العمل الجاد والمخلص من أجل اليمن والصالح العام للشعب بروح يسودها الوفاء للوطن وبإرادة عظيمة لا تعرف الهزيمة .. فليكن شعارنا “عظمة الإرادة اليمنية في التحدي وبناء يمن الثاني والعشرين من مايو” وسحقاً لكل الحاقدين.