شهد تحول العالم إ لى قرية صغيرة اهتماماً كبيراً بالسياحة من قبل الكثير من دول العالم أخذت تتسابق في ايجاد مكان لها على خارطة القرية الصغيرة وتسعى حثيثة إلى لفت الأنظار إليها مستفيد من نتيجة التطور الهائل الذي شهد مجالات الاتصالات وتبادل المعلومات ولم يكن ذلك بغرض اثبات موقعها في خارطة القرية الصغيرة العالمية. وحسب، بل وأيضاً لإدراكها ماتمثله السياحة من رافد اقتصادي قومي قوي متجدد ولم تعد السياحة مرتبطة بالاثار القديمة أو عجائب أسرار الطبيعة فقط، بل توسعت لتشمل كل مجالات الحياة المعاصرة، بما يعتريها من تقدم وتطور وبما تقدمه من خدمات مميزة، فامتزج القديم والحديث في سيمفونية تسابقت دول العالم في إجادة عزفها. وفي هذا الأثير المملك والأنغام والألحان، تسعى بلادنا إلى إيجاد سيمفونيتها الخاصة التي من شأنها اجتذاب الأنظار إليها كبلد سياحي من الدرجة الأولى وخاصة وهي تزخر بمقومات سياحية متنوعة وغاية في الثراء والتجدد. غير أن النوتة الموسيقية السياحية لبلادنا ماتزال تعاني من فراغات كبيرة وتنافر في الألحان، ومرجع ذلك القصور الكبير الذي يعتري الترويج السياحي في بلادنا.. فعلى الرغم من أنه وعلى المستوى الرسمي تبذل بلادنا ممثلة في وزارة السياحة جهوداً جبارة في الترويج السياحي.. يظل تدني الوعي العام بأهمية السياحة ودورها الاقتصادي القومي المؤثر، عاملاً رئيساً في قصور الترويج السياحي القائم، مالم يكن عاملاً في إحباط نجاح هذا الترويج.. الرسمي وإعاقته عن تحقيق أهدافه. فالوعي العام والشعبي بأهمية السياحة ودورها الحيوي الكبير في بناء وتطور الدول في الألفية الثالثة هو العماد الأول لإنجاح الترويج السياحي في تحقيق أهدافه وهنا يبرز دور الأفراد(المواطنين) والمؤسسات الاعلامية الأهلية الوطنية والأخيرة تلعب دوراً محورياً في إنجاح الترويج الاعلامي وتفعيل دور المواطنين في ذلك. عبر تشكيل وعي عام بأهمية السياحة والدعوة إلى محاربة كافة السلوكيات والممارسات الفردية التي من شأنها التأثير سلباً على حركة السياحة في البلاد وبشكل مواز مع تسليط الضوء على المقومات السياحية التي تزخر بها بلادنا وفق عمل إحترافي واعٍ ومسئول ومخطط له بدقة في إطار المصلحة الوطنية العليا وبعيداً كلياً عن أي حسابات سياسية أو ذاتية أو شخصية. وهذا الدور ليس صعباً على وسائل الاعلام المتواجدة على الساحة والتي تغيب دون أن يكون لغيابها هذا مبرر معقول سوى قصور وعيها بأهمية السياحة والترويج السياحي ومع أن هناك صحفاً أهلية حاولت في فترة ما من فترات تواجدها تنويع مواد سياحية نوعية ومتميزة إلا أن هذه المحاولات ظلت محاولات فردية في ظل غياب مثيلاتها من الصحف الأخرى فضاعت تلك المحاولات في كم المطبوعات الصحفية الكبيرة.. لذلك بات من الضروري الآن على الصحف الأهلية ووسائل الإعلام المختلفة أن تدرك أن نجاح الترويج السياحي لايعود بالفائدة على وزارة السياحة وإنما على الوطن بكل مكوناته وجوانبه وأن الترويج السياحي وإن كان من أولويات وزارة السياحة إلا أن نجاحها فيه يرتبط بالجميع من أفراد وجماعات ومكونات في الداخل والخارج وهذا مادفع وزارة السياحة لبذل ماتبذله من مساعٍ حقيقية لإشراك الجميع في الترويج السياحي. فإذا كانت وزارة السياحة تعي مسئولياتها ومسئوليات الآخرين فإن أقل مايقابل به ذلك هو أن تعي وسائل الاعلام مسئوليتها تلك، وتقوم بدورها تجاه الوطن الذي نعيش جميعاً في كنفه ويجب الارتقاء به وهو سعي تضطلع وسائل الاعلام بالنصيب الأكبر فيه.. ومن هنا كان مشاركة وسائل الاعلام المحلية المختلفة في الترويج السياحي بتناغم مع خطط وبرامج وزارة السياحة واجباً وطنياً لامناص لها من القيام به طالما وأن الوطن هو همنا جميعاً!!