مادام قد عنونت عمود اليوم ب(بلسم النظام العربي) ..فهذا يعني أننا أمام نظام ,أو جسم مريض يحتاج إلى بلسم وعلاج.. أكيد تتفقون معي في ذلك ..طيب أليس كل مريض يكون مصاباً بمرض معين ومحدد ,أو مجموعة أمراض ومن يفهمون في الطب يعلمون ويجب أن نعلم جميعاً أن العلاج (البلسم) يبدأ ب: 1 تشخيص المرض وتحديده. 2 تشخيص أسباب المرض. 3 كتابة الوصفة العلاجية. 4 استخدام العلاجات (الدواء) حسب جدولة الطبيب الزمنية وليس جرعة واحدة.. لأنها قد تقتله. 5 من ضمن العلاج (الدواء) أن يكون المريض يريد العلاج والشفاء ,ويمتلك إرادة قوية للشفاء من المرض ,فإرادة المريض ,ومعنويته ,وحماسه مهمة جداً لفاعلية الدواء ,والوصول إلى نتائج جيدة جداً في شفاء المريض. الوطن العربي (النظام العربي) مريض دون شك ,وكل العرب ,ومسؤولي هذا النظام يعترفون بذلك..ويدركون أن نظامهم يرقد مُسجّى في غرفة انعاش تمتد من المحيط الأطلسي غرباً إلى الخليج العربي شرقاً ,ومن خط عرض 39 شمالاً إلى خطي عرض 2 شمالاً.. وأمراضه قد شخصت، وكل اقطاب النظام يعرفونها ويعرفون أسبابها وهي: أ النزعات القطرية . ب النزعات الأسرية . ج النزعات العائلية . د النزعات المناطقية والقبلية . ه النزعات الطائفية والمذهبية والحزبية. أما العلل (الأمراض) التي يعاني منها فهي: التجزئة الضعف والهزل الفقر والأمية تدني مستوى التعليم تدني المستوى السياسي التخلف الاقتصادي التخلف العام. ووفق الأمراض والأسباب.. يتحدد العلاج (الدواء البلسم) ..وكل أقطاب النظام العربي يعرفونها ,ويدعون إليها ,ويهتفون في كل المناسبات ويقولونها في خطاباتهم واحاديثهم ومقابلاتهم.. ألا وهي الوحدة العربية .. بدءاً من التضامن العربي مروراً بمراحل اتحادية متتالية تؤدي في مجموعها وخاتمتها إلى اعلان قيام الدولة العربية الواحدة. لكن مع كل ذلك تنقصهم الإرادة للاستجابة للعلاج واستخدامه .. إضافة إلى قوة الأسباب وسيطرة أسباب المرض عليهم ,وضعفهم أمامها.. وعلى أي حال إذا كانت الظروف اليوم قد هيأتهم ,وأوجدت لديهم الإرادة للشفاء .. فهاهي المبادرة اليمنية أمام قمتهم القادمة عليهم مناقشتها وإقرارها والمضي نحو إقامة الاتحاد العربي.