إن من يكون محظوظاً وتساعده الظروف ويتنقل من بلد الى بلد ، وتشاء الأقدار أن يحتك بشعوب متعددة ومجتمعات مختلفة في اللغة والدين والمكان سيعرف مدى مكانته ومكانة بلدة لدى الآخرين أكثر من معرفته بمكانة بلده وهو مقيم فيها . وسواء كانت دولاً عربية قريبة كدول الخليج المجاورة أم دول أبعد كمصر وسوريا وشمال أفريقيا فانك ستعرف من خلال تعامل المجتمعات والشعوب هناك أن اليمن واليمنيين لهم مكانة خاصة لدى تلك الشعوب ولهم محبة خاصة تكاد تتجاوز محبة شعوب دول أخرى في المنطقة . بل طريقة التعامل معك كيمني من الناحية التجارية فيه من الثقة والمساعدة والدعم الكثير فقط كونك قادم من اليمن ، زرت دولاً في شرق آسيا كالصين وتايلند وسيرلانكا فوجدت الشعوب هناك تتعامل معي في غاية المروءة والأخوة بعدما يسألون من أي بلد قادم انت ؟ كل ذلك من أجل عيون اليمن. نفس الترحيب لاقيته في دولة روسيا الفيدرالية وبمجرد ان يعرف الروسي انني من اليمن يبدي استعداده لمساعدتي وارشادي الى مطلبي. نفس المشاعر اجدها كل مرة ازور فيها تركيا وعندما يعرف الأخ التركي انني من اليمن ويبدأ بدندنة قصيدة مشهورة تحكي قصة تركي ذهب الى اليمن في العهد العثماني واستقر هناك وأصبحت معروفة لدى الأتراك كبار السن وأجد نفسي فخوراً ببلدي عندما أجد من يعجب بها أو يحبها ويحب شعبها . حقيقة شعرت بالفخر وأنا اتجول في سفرة سابقه في ساحات الكرملين بموسكو عندما نهض الروسي وتابع سيره ليرشدني الى محطة القطار لن انسى ذلك الموقف ولن انسى كذلك الأشقاء المصريين وترحيبهم والتعبير عن حبهم لليمن واليمنيين حال معرفتهم انني ابن اليمن وقادم من اليمن وهذه الأيام وانا في مدينة حماه السوريه أبى الإخوة السوريون الا التعبير عن حبهم لليمن ولأرض اليمن واليمنيين . وأكاد لاابالغ ان قلت لكم : أنني أجد صعوبة في دفع قيمة ماأشتريه أو أجرة لسائقي التاكسيات كل ذلك من أجل عيون اليمن واليمنيين . لقد اشبعوني طرحاً في الأسئلة للإطمئنان ولمعرفة ماجرى ويجري في اليمن . وبالطبع كنت أقوم بالواجب الوطني لتوضيح الصورة المغلوطة عن بلادي وان حرب صعدة هي مؤامرة خارجية قد توقفت بعد أن وافق المتمردون على شروط الدولة فعلاً . وان مايجري من بعض الخارجين عن القانون في بعض المديريات الجنوبية مجرد عمل عصابات تخريب لاتمثل الا نفسها ومصالحها الشخصية وان ماينقل عن تلك المناطق مبالغ جداً فيه يقاطعني الإخوة السوريون بتنهيدة الإرتياح ورفضهم لكل من يتجرأ على المساس باليمن وبوحدته ، وذلك ليس بغريب على شعب قومي ووحدوي . بل لا أستغرب من أن بعضهم قد درس احد اقاربه في إحدى الجامعات اليمنيه وآخر عمل في اليمن وثالث تعامل مع مغتربين يمنيين في دول الخليج . كل هذه الشرائح من الشعب السوري الشقيق قابلتهم ووجدت منهم كل ترحاب وحب أخوي حقيقي وضيافة عربية اصيلة . حقيقة لا أظن ان هذا التعامل تلقاه بقية أفراد الشعوب العربية غنية أو فقيرة وقد تناقشنا في هذا السلوك وهذه النخوة والإخوة . فوجدت من يقول لي : ان اليمن والشعب اليمني له مكانة خاصة عندنا . فعلا بلدي عظيم وكبير ويستحق ان نفخر به ونفتديه. هذه هي صورة اليمن واليمنيين خارج الحدود الا يستحق هذا الكيان وهذا البلد ان نحافظ عليه وعلى صورته النقية التي عرفها عنه الآخرون ! ان اليمن غالٍ فعلاً علينا وهو سبب رفع رؤوسنا أمام الأمم فهل نترك شرذمة من الخارجين عن النظام والقانون يلوثون سمعته التي اكتسبها منذ آلاف السنين ! اننا كمواطنين مطالبين بالحفاظ على سمعة بلادنا ووحدتها وكيانها فنحن اصحاب تاريخ يعرفه من في الخارج أكثر ممن في الداخل، فعلاً اليمن عظيم وكبير وصاحب حضارة منذ آلاف السنين ويجب ان نقف جميعاً في وجه كل من يريد تحقيره أو تقزيمه أو تقسيمه . وهذا دور كل اليمنيين وخصوصاً المثقفين . تلك هي كلمات أحد الأشقاء السوريين عن بلادي اليمن التي هي فعلاً أمانة في أعناقنا وفي حدقات أعيننا نفتخر بها وبتاريخها العظيم .