أكثر من 1230 موجهاً في محافظة تعز وحدها حصلوا على درجة التوجيه بصورة غير قانونية، حسب التقارير التي خرجت بها اللجان المشكلة من وزارة التربية والتعليم، والتي استمر عملها أربع سنوات، إلا أن وزارة التربية والتعليم ومعها مجلس الوزراء والسلطة التشريعية (مجلس النواب) فشلوا في إعادة هؤلاء الموجهين للميدان، رغم أن الوزارة انفقت على هذه اللجان عشرات الملايين عندما أثير هذا الموضوع العام الماضي، وتم وقف هذا العدد من الموجهين عن العمل تمهيداً لإعادتهم للميدان انبرت الأحزاب السياسية لتدافع عن استمرار هذا الفساد ، وحشدت لأجله الاعتصامات والتظاهرات، وتم وقف إجراءات إعادة هذا العدد من الموجهين إلى الميدان ليبقى الجميع في البيوت بدون عمل وتمنحهم السياسة شرعية فسادهم. عدد الموجهين في محافظة تعز أكثر من 2500 موجه بما فيهم من ثبت عدم قانونية ترقيتهم وعدد المدارس تصل إلى 1200 مدرسة، بمعنى أن لكل مدرسة موجهَين، إلا أن المدارس والمدرسين (خصوصاً في الأرياف) يشكون غياب الموجهين وفي أفضل الأحوال تكون نصيب المدرسة زيارة أو زيارتان في العام، ويكتفي معظم الموجهين برفع التقارير بناءً على ما تجود به قرائحهم أثناء جلسات القات وما تنقله إليهم إدارات المدارس، أما مدارس الفترة المسائية في المدينة فإنها محرومة من الزيارات بسبب القات وملحقاته. في استبيان نفذه عدد من طلاب كلية التربية قبل سنوات حول التوجيه ودوره في إنجاح العملية التعليمية أكد جميع المدرسين الذين خضعوا للاستبيان أن التوجيه لم يؤدِ دوره كما يجب، ولم يستفد من خبراتهم (كما يدعون) المعلمين الجدد، ويكتفي الموجه بكتابة التقارير من داخل الغرف المغلقة، ومن يعتقد أنه قد عمل كل ما عليه يكتفي بالمطالبة بدفتر الإعداد. والسؤال(أين وصلتم في المقرر) أما أن يتعرف على مستويات الطلاب ومدى انضباطهم وحضورهم ومتابعة دفاترهم والمادة العلمية فيها فهذا من الترف. لم يحصل بالمطلق أن تم عقد ورشة عمل في أية مدرسة ولأية مادة تم فيها مناقشة أسباب تدني مستويات التلاميذ وهروبهم من المدارس أو انقطاعهم عن التعليم وطرح الأساليب والطرق المناسبة لمعالجة هذه الاختلالات وإشراك جميع أطراف العملية التعليمية في مثل هكذا ورش. الكثير من الموجهين بدون عمل وبالبلدي (بلا مهرة) والرقابة على أدائهم وعملهم غائبة، والكثير منهم إما في البيوت نائمون أو يمارسون أعمالاً أخرى وسط صمت غريب ومريب من الجهات المسئولة عنهم، مع احترامنا الشديد لكل شيوخ التوجيه الذين تم إحالتهم إلى التقاعد أو مازالوا يعملون في الميدان، فهؤلاء هم الرعيل الأول الذي مازال يعطي بلا حدود، وأذكر هنا الأستاذ الفاضل الذي تم إحالته مؤخراً للتقاعد الأستاذ أحمد الشوافي. المشكلة بدأت مع دمج المعاهد العلمية بالتعليم العام عندما فتح الباب على مصارعه، وفعلت السياسة فعلها، فدخل التوجيه النطيحة والمتردية وما أكل السبع، فهذا أحد الخريجين قضى في الجامعة ثماني سنوات دراسية حتى تمكن من التخرج، وكنا قد سبقناه بأربع سنوات في العمل، شاهدته بعد عام من تخرجه وسألته أين تعمل؟ فرد عليّ أنه موجه، يا للعجب موجه من أول عام دراسي !! وهذه مدرسة القُدس (قدس) تم تفريغ مدرس الرياضيات الوحيد للصف الثالث الثانوي في المدرسة، ومنحه موجهاً مالياً وإدارياً، ويبقى الطلاب بدون مدرس، وهذا نموذج لعدد كبير من الأمثلة. ما هي طبيعة عمل الموجه؟ وما هي آلية عمله؟ وما هو الدوام المحدد له؟ إذا تمكنت إدارة التوجيه من الإجابة على هذه الاستفسارات سنرفع لها القبعات. لماذا لايتم وضع آليات عمل جديدة تتناسب وهذا الكم الكبير من العاملين في هذا الحقل؟ ويتم تحديد دوام محدد في المدارس المشرف عليها بحيث لا يقل حضور الموجه في المدرسة عن شهر خلال العام الدراسي، موزع أسبوع في كل شهر، بحيث يكون دواماً متكاملاً، وخلاله يتم رفع تقرير عن كل مدرسة، وبالمقابل يتم رفع تقارير عن مستوى الإنجاز من قبل إدارات المدارس وما تحقق خلال تواجد الموجهين. إشارة: سمعنا أن مدير التربية في تعز وفور تسلمه لعمله الجديد وضع ضمن أجندته تفعيل قسم التوجيه وإعادة المفرغين في بيوتهم للعمل.. نتمنى له التوفيق، ونتمنى أن ترى هذه الخطوة النور لما فيها مصلحة العملية التعليمية.