كنا نتكلم ويصرخ العالم كله من مخاطر التلوث البيئي، أما اليوم فإن المشكلة لم تعد تلوثاً فقط.. بل تدمير للكون.. لكنه تدمير بطيء.. إلا أنه وعلى حين غرة سوف يداهمنا بقيامة غير متوقعة، ولا منتظرة.. لأننا وخاصة القوى الكونية الكبرى والقائمين عليها في غفلة وانشغال في تجميع عوامل القوة والغلبة في يدها .. دون وعي بأن كل ما يهدفون اليه من عوامل القوة والغلبة لن تقيهم وتحميهم من ثورة بيئية مميتة تكون على شكل فيضانات هائلة للبحار والمحيطات، أو على شكل زلازل وبراكين ضخمة، أو على شكل عواصف وأعاصير وأنواء تجتاح كل الحياة، أو بحدوث ما سبق مجتمعاً... فلا يجدون ملجأ ولا منجى من الهلاك. إن استثمار الإنسان لموارد البيئة، واستخداماته المفرطة لذلك صار معاول هائلة تهدم في كوكبنا «براً، وبحراً، وجواً» ويكفي نذيراً ما نلمسه في التحولات المناخية السلبية بسبب فجوة «الأوزون» والتي تؤدي إلى الاحتباس الحراري.. أي ارتفاع حرارة الأرض.. ناهيك عما يعمله تزايد ثاني أكسيد الكربون في الجو وما تفعله النفايات والمبيدات من هدم وقتل للحياة الحيوانية والنباتية، والحياة البحرية، فالبحوث والدراسات التي تتم بواسطة عدد من العلماء المتخصصين في الغلاف الحيوي للأرض.. نباتي وحيواني وحشري، وبكتيري، وكذا ما يقوم به المتخصصون في الحياة البحرية من أبحاث ودراسات ومتابعات للحياة البحرية.. تؤكد أن الأرض «كوكبنا الذي نعيش عليه» يتعرض لتدمير رهيب وعنيف... وهو تدمير سوف يطالنا، ويطال حياتنا بالموت المحتم.. فموت كوكب الأرض يعني موت البشرية. إن أنشطة الإنسان على الأرض، واختراعاته، وتطوراته، قد أفسدت التوازن الحياتي على الأرض، وحين يختل التوازن إلى حد معين حينها، تحدث الجائحة فلا يكون هناك ملاذ، أو مفر منها لأي أحد، ولن تنقذ القوة المسلحة ولا المالية لدى القوى الكبرى من الجائحة الكونية.. وعلينا أن نتعظ بقول الله سبحانه في سورة الرحمن حيث يقول: «والسماء رفعها ووضع الميزان ألا تطغوا في الميزان» وفي الآيتين تحذير وإنذار من مخاطر الإخلال في الميزان.. الميزان الذي وضعه الله سبحانه عندما خلق السماوات والأرض.. فهو سبحانه قد خلق الكون بقدر ومقدار.. لا يطغى فيه خلق على خلق.. فإن حدث الطغيان.. يحدث اختلال التوازن والمقدار وتفسد الحياة، وكل فاسد سم مميت.. فتصور أن الإفراط في الصيد أدى إلى قلة الأسماك وبالتالي تكاثر العوالق البحرية التي تترسب في قاع البحر وتتحول إلى مفرقعات نيتروجينية خانقة تقتل وتدمر الحياة .. هذه العوالق لا تتصورا صغر حجمها.. لكنها تتحول إلى متفجرات مدمرة مميتة.. إن أرضنا مهددة، ونحن مهددون.. فهل من تحرك عالمي جاد للإصحاح البيئي وإعادة تنمية بيئتنا الأرضية؟!.