الغريب في حوادث المرور التي وقعت خلال أسبوع اثنان منها في تعز والثالث في مأرب ان السبب واحد والوسيلة غير متوقعة، فالثلاثة الحوادث أو الكوارث بالمعنى الصحيح حصدت ما يزيد على أربعين شخصاً أكثرهم أطفال ونساء وهذه الوسيلة هي القاطرات وأحواض الهايلوكس التي يوضع فيها الركاب كالأمتعة واحداً فوق الآخر!!. فكيف نسي أو سرح سائقا القاطرتين في طريق المخا–تعز فخرجا من الاسفلت إلى الأرض الترابية ولما حاولا العودة إلى الطريق المسفلت فاجأا المصدومين ومنهم السائقان فارتطمت بهما السيارتان اللتان قضى كل ركابهما في الحال اللهم إلا طفلة في العناية المركزة بأحد المشافي بتعز ونفس الشيء يمكن ان نقوله على سائقي السيارات الثلاث وخاصة في مأرب التي كان عدد الضحايا خمسة وعشرين يصعب تصور حشرهم في تلك السيارة بغمارتيها وحوضها !. نحن نعرف ان الحوادث المرورية في العالم كله تتفاقم، بل يؤدي حادث واحد إلى تدمير عدة سيارات إلا أن عدد الضحايا يكونون أقل بفضل ربط أحزمة الأمان ومنع الركاب فوق السيارات غير المقفصة كماهو الحال عندنا، ولم يلتزم بربط حزام الأمان في كل أنواع السيارات إلا النادر جداً منذ اصدار الأوامر من وزارة الداخلية في كيفية القيادة في المدن والطرق الطويلة وفي أوقات الغيوم وانعدام الرؤية والأمطار في الجبال والسهول والشوارع. ودائماً ما نسمع ان القيادة فن وذوق، وان العجلة فيها الندامة والتذكير بالأولاد والزوجات والإخوة والآباء والأمهات الذين ينتظرون أحبابهم وفلذات أكبادهم يعودون سالمين حاملين لهم المال الذي يوفرون به محتاجاتهم من الغذاء وغيره، لكننا في الواقع نرى ان الممارسات في الميدان وكأنها انتقامية من النظام والأخلاق والاستهتار بحيث يكون مصير هؤلاء غالباً هو الموت أو الإصابات الخطيرة التي قد لا تبرأ إلا بعد فترة طويلة وبمبالغ طائلة في الداخل والخارج ودفع ديات ومعالجة المصابين بسببهم. فالانقلابات لم تنقطع من قمم ورؤوس الجبال طلوعاً أو نزولاً، وعدم الصيانة يكون السبب الثاني بعد السرعة والسرحان أو الشرود الذهني الذي لا يفكر فيه السائق بغيره وبنفسه وكأنه يجر نعجة أو معزة، وكل المآسي تنجم عن عدم التزام العمل بالقانون، أو أخذ العبرة مما سبق من الحوادث التي يشيع خبرها بسرعة البرق في أنحاء البلاد في هذا العصر، عصر الاتصالات اللاسلكية وخاصة التلفون السيار. وأكبر دليل على التحدي والتخلف معاً السير في الاتجاه المعاكس أو الدوران فوق جزر الشوارع الرئيسية أو الوقوف في الطرق والممرات الضيقة وأمام أبواب المنازل والمحلات والمؤسسات العامة والخاصة رغم اعتراض أصحابها ووجود لوحات تقول «ممنوع الوقوف هنا» أو التي تحذر من السرعة أمام المدارس الأساسية التي يكون معظم طلابها أطفالاً.. ولقطة واحدة من صنعاء أو تعز تكفي لدمغ معظم السائقين بمعاداة القانون والنظام والبشر.