الرأي العام الامريكي قابل للاستماع، والاقتناع، والتغير حين يجد من يضع له الحقائق، والوقائع، ويعرض عليه القضايا، والمشاكل التي تنتصر لها السياسة الامريكية ظلماً وعدواناً، وعنده استعداد لإقامة كيانات مناهضة ومعارضة لسياسات الإدارة الأمريكية الخارجية، وعدم ارتباطها أو علاقتها بأمنه ومصالحه.. لكن الإشكالية ان الشعب الامريكي، والغربي عموماً يقع تحت تأثير القوى الصهيونية، واليمين المسيحي (الصهيوني) والإعلام المضلل وهو الأعلى صوتاً، ووجوداً، وتأثيراً.. وهو اعلام صهيوني، وصهيوني مسيحي (اليمين). العرب يتواجدون في الولاياتالمتحدةالامريكية بكثرة، وعدد كبير منهم يعملون في مؤسسات هامة جداً مثل الجامعات، ومراكز البحوث، وكثير منهم يدرسون في العلوم السياسية، وهي مادة تتيح الفرصة لكل من يدرسها ان يتناول العديد من القضايا.. وبالذات السياسة الخارجية الامريكية، عموماً وتجاه الشرق الأوسط والعرب خصوصاً، ومدى انحراف هذه السياسة عن الحق والعدل، وانحيازها إلى الباطل والظلم والاستعمار الصهيوني في فلسطين العربية.. ويوضحون للشباب الامريكي في الجامعات ان الوجود الصهيوني في بلاد فلسطين، واحتلاله لأراضٍ عربية هو وجود واحتلال يناقض ويتعارض مع الميثاق والقانون والإعلان العالمي لحقوق الانسان، وان السياسة الامريكية العدائية نحو الخارج لا علاقة لها بمصالح الشعب الامريكي وأمنه.. بقدر ماهي سياسة تفرضها القوى الرأسمالية الاحتكارية والنفطية وعملاؤها في مؤسسات الإدارة الامريكية العسكرية، والمدنية، والاقتصادية. لكن الوجود العربي، وبالذات المؤهل والعامل في المؤسسات التعليمية العليا لا يظهرون بمواقفهم وعلى استحياء إلا إذا كانت هناك مقابلة أو حوار على قناة عربية لكنهم يعيشون فيما عدا ذلك لأنفسهم، ويمشون جنب الحيط كما يقول المثل مع ان مساحة الحرية هناك تتيح لهم فرصة التواصل والتعاطي مع الرأي العام الامريكي دون تمييز أو تفريق، وبطرق عديدة مثل النشاطات الثقافية الجامعية، إقامة الندوات والمنتديات المفتوحة، استخدام وسائل الإعلام المتاحة كالاشرطة، والفيديو، والنشرات ، والكتيبات، وكلها ممكنة للتواصل مع الشارع العام، وتكوين رأي عام امريكي عربي ضاغط على توجيه السياسة الامريكية وبالتعاون مع الشخصيات اليهودية الدينية والسياسية وكذا المسيحية، والتي سبق وأن وقفت ومازالت تقف مع الحق العربي، وبالتنسيق مع المنظمات الأخرى الحقوقية والإنسانية ليؤثروا على تغيير السياسة الامريكية.. بدلاً من تركها نهباً للصهاينة.