المدارس التي كانت تعد على أنها نموذجية في أمانة العاصمة لا يتجاوز عددها أصابع اليد الواحدة وعلى ذلك الأساس كان الطلاب الذين يهمهم التحصيل العلمي يتسابقون إليها لحجز مقاعدهم.. كانت تحسب تلك المدارس على أنها نموذجية في كثير من القضايا ذات الصلة بالعملية التعليمية، ولاشك بأن الإدارة هي أهم مافي العملية التعليمية برمتها ومن هناك تبدأ النموذجية وهناك يمكن ان تنتهي وتزول فينعكس الوضع على كل شيء.. سوف أتناول في هذه السطور بعض مايحدث في المدارس (النموذجية) وعلى ذلك يجري القياس بالنسبة للمدارس اللانموذجية.. الكلام هنا مصدره الطلاب وعددهم ليس بالقليل ثم عدد من المدرسين الذين هم شهداء على ماحدث ويحدث أمامهم، وعلى الذين يهمهم هذا الأمر أو يفكرون بالتأكد مما حدث أو يحدث التوجه إلى واحدة من المدارس التي يعدونها نموذجية ويسألون عما قيل ومالم يقل بعد، ابتداءً من رسوم التسجيل في تلك المدارس الحكومية وهل يلتزم مدراء المدارس بالمقرر من الرسوم وفق سندات رسمية أم ان العملية مفتوحة لأهواء المدير ليحدد المبلغ الذي يريده دون ضوابط، والرسوم هناك تتوزع بين النقدي والعيني الذي لا يكتب في السندات الرسمية وهذه أول المشكلات النموذجية، فالنموذجية التي تستند المدرسة عليها أصبحت باباً للابتزاز والاستغلال وهذا أول الدروس التي يتلقاها الطالب في المدرسة النموذجية.. وفي نهاية كل شهر تجري الاختبارات الشهرية فيدفع الطالب على الاختبار الشهري قرابة مائة ريال بدون سندات رسمية، وبضرب هذا المبلغ الذي يراه المدير قليلاً ويراه ولي الأمر كثيراً، في عدد الطلاب في المدرسة النموذجية يتضح كم هو المبلغ الإجمالي المتحصل من الاختبارات الشهرية فقط.. بعض مديري تلك المدارس يعطي للمدرس على الشعبة الواحدة مقابل تصحيح الأوراق مائة وخمسين ريالاً على المادة والكثير من المدرسين رفضوا استلام المبلغ كرفض لأسلوب المدير في هذا الجانب المستغل للطلاب والممتهن لكرامة المعلم باعطائه هذا المبلغ. وفي المدارس (النموذجية) ابتكر مديروها ما أسموه بعقوبات الغياب أو غرامة الغياب وعلى قدر أيام الغياب تكون الغرامة وهي تتوزع بين المبالغ النقدية والأشياء العينية كأوراق التصوير والاقلام وأشياء أخرى حسب احتياجات المدير المنزلية.. أحد المدراء كان يتعامل بأسلوب الإشعار فالطالب يذهب إلى مكتبة حددها المدير فيدفع المبلغ المحدد له فيعطيه صاحب المكتبة إشعاراً بالمبلغ يقدمه للمدير والعملية هنا واضحة الدلالة. في الأيام القليلة الماضية وبحكم الانقطاعات الكهربائية المتكررة وقف مدير إحدى المدارس (النموذجية) طالباً من الطلاب ان يجمعوا قيمة مولد كهربائي للمدرسة مؤكداً ان هذا المشروع منهم وإليهم وربما انه قد بدأ في تحصيل قيمة المولد الكهربائي.. هذه المدارس تحولت إلى مراكز جباية لرسوم غير مقررة وغير مشروعة، ولا غرابة إذا علمتم ان أحدهم – أي المدراء يمتلك عدداً من السيارات الفارهة وأنه لا يتوقف عن بناء عمارة وصلت إلى الدور السادس وربما ان هناك عمارات أخرى لا يعلمها إلا الله.. عملية الضرب الرياضية وحدها كفيلة بحل اللغز والتساؤلات من أين له ذلك؟ عدد الطلاب مضروب في المبالغ خارج السند الرسمي وهي مبالغ متكررة طول العام الدراسي يكون الناتج سيارات وعمارات وطلاباً تعلموا من المدرسة أساليب الابتزاز والاستغلال والانتقام وأحدث أساليب الفساد المسمى بالتربوي وما إلى ذلك من قصص وحكايات تجري في أمانة العاصمة وعلى مقربة من وزارة التربية والتعليم وكل أجهزة الرقابة والمحاسبة لو كانوا يسألون.