الشعور بالمسئولية تجاه الآخرين هو جزء من الشعور بالمسئولية تجاه المجتمع كله (الشعب) وكلا الحالتين الشعوريتين يحكي تفاصيلهما الشعور العام بالمسئولية تجاه الوطن ...ومن هنا.. من هذه المحطة الجد هامة في مسار حياتنا اليومية تنطلق الآمال والطموحات محلقةً في فضاءات الجاهزية الفاعلة للمشاركة الجادة في بناء قدرات الوطن أرضاً وإنساناً وبما يحقق التطور والازدهار التنموي العام وفي مختلّف جوانب الحياة المعاصرة.،وهذه الخاصية الشعورية لا تقتصر على شخص دون الآخر وإنما يجب أن تسود الجميع (فرادى وجماعات ومؤسسات رسمية وشعبية ومنظمات مجتمع مدنية ...الخ) وبها فقط سوف نجد أنفسنا نسابق الزمن وصولاً إلى الهدف العام الذي يسعى الوطن إلى تحقيقه ..وبهذه السّمة نستطيع قياس مدى النجاح والفشل في أداء أعمالنا ..أعني أنه بمقدار درجة الشعور بالمسئولية يكون مقدار النجاح في العمل والإنتاج والمساهمة في تنمية الوطن وبناء حاضره ومستقبله..وعلى ذلك توجد الكثير من شواهد العيان التي رسمت أصحابها على هام الوطن مشاعل من نور الإخلاص والتفاني لخدمة مجتمعاتها ووطنها وكان لهم الدور الكبير في النهضة التنموية المزدهرة التي يشهدها وطننا وحياة شعبنا المعاصرة.. ولعل أبرز هؤلاء هو صانع التحولات العظيمة وباني الدولة اليمنية الحديثة..صانع الوحدة والديمقراطية والتنمية الشاملة فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية حفظه الله الذي قاده شعوره بالمسئولية تجاه شعبه ووطنه إلى تحقيق المنجزات العظيمة التي ما سبقه إليها أي زعيم يمني على مر عقود كثيرة من الزمن..ولأنه كذلك فقد أصبح القائد الرمز والقدوة والمثال والأسوة للعمل الوطني المخلص والمسئول. وعلى الدرب نجح الكثير (أفراداً وجماعات ومؤسسات رسمية وأحزاباً و.....الخ)في أداء مهامهم لأنهم حافظوا على تلك الخاصية ، وفشل الكثير أيضاً لأنهم فقدوا هذا الشعور في أداء الأمانة من مواقعهم ..أما الوطن فقد ربح إخلاص المخلصين وتمسّك بهم قادةً عظماء لمسيرته النهضوية الوحدوية ولم يقبل أموات الضمائر والمشاعر وخائني أماناتهم في أداء مهامهم الوطنية من مواقع المسئولية الملقاة على عواتقهم فخسروا وهانوا ولَفَظَتْهُمْ ذاكرة وطنهم وشعبهم إلى مزبلة النسيان . وإذن ..فإننا نخلص من هذه الأسطر إلى القول: بأن الشعور بالمسئولية تجاه الآخرين فاتحة العطاء الجاد والمسئول، أما العطاء نفسه فإنه ترجمان ذلك الشعور العملي الذي يلمسه الجميع حقيقة مشرقة لا ينكرها إلا الجاحدون عميان البصر والبصيرة..وهل دخل التاريخ العظماء إلاّ لكونهم عاشوا حياتهم لمجتمعاتهم وأوطانهم وأجيالهم المتعاقبة ؟. لقد لفت نظري إلى هذه الفكرة فعاليات تشهدها الكثير من الجامعات الرسمية والأهلية بمختلف كلياتها..وعلى سبيل المثال لا الحصر جامعة الحديدة والكليات المتعددة فيها وصولاً إلى كلية التربية بزبيد وهي فعاليات احتفالات التخرج للدفعات بها ..حيث رأيت أن معظم هذه الفعاليات تقام برعاية فروع بنك التسليف التعاوني الزراعي بالمحافظة والمديريات التابعة لها وعندما ربطتُ بين قيام فرع هذا البنك في حيس سنوياً بإحياء فعالية احتفالية بالعيد الوطني للوحدة اليمنية ويتخلل ذلك كل عام تكريم كوكبة من المبدعين بالمديرية (التراث الشعبي الفنون الحاسوب العمل المجتمعي الرياضة...الخ) تكريماً مادياً ومعنوياً.. وصلت إلى نتيجة مفادها: أن هناك مؤسسات آمنت بواجبها تجاه المجتمع ولو في بعض جوانب الإبداع فيه بالدعم والتكريم كجزء بسيط من حقوق المجتمع عليها وهذا الإيمان إنما أساسه شعور القائمين على هذه المؤسسات بالمسئولية تجاه شرائح المجتمع هذه على طريق مشاركته الفاعلة في بناء قدراتها حاضراً وصولاً بها إلى المستقبل الأفضل . ومن خلال هذا الدور الذي يقوم به بنك التسليف تمنيت أن تحذو حذوه الكثير من المصارف في بلادنا والمصانع الإنتاجية ورجال المال والأعمال فإذا تحقق مثل هذا التمني فسوف يجد المجتمع نفسه يحلّق عالياً في سماوات تحقيق أحلامه المشتهاة خصوصاً منها الإبداعية والإنتاجية والوظيفية وبهذا فقط سوف يتوافر لدى جميع الهيئات الشعور العام بالمسئولية تجاه تنمية الشعب وبناء الوطن حاضراً ومستقبلاً.