لله درك يا يمن!! يا أيها الوطن الذي يسمو على كل المحن.. ولله درك من وطن.. على امتداد العصور كُتب اسمك بحروف من نور على هام الزمن، وطن أنجب شعباً صنع الحضارة وسطر تاريخه العظيم على صفحات القرون، شعب يماني خلاق، استطاع أن يبدع في كل مجالات الحياة العلمية والفكرية والأدبية والعمرانية والزراعية والتجارية والفروسية والسياسية والفتوحات الإسلامية....إلخ. وهذه الخاصية التي تميزت بها اليمن هي ما جعلت منها أرضاً وإنساناً أكثر قدرة على مواكبة الحياة المعاصرة رغم ظروف وإمكانات بلادنا المتواضعة. فاليمن ومنذ قيام الثورة المباركة «سبتمبر وأكتوبر» وهي تسابق عقارب الوقت لتبلغ المكانة التي تريد.. ولقد استطاعت - بفضل من الله تعالى وتوفيقه وبإخلاص قيادتها المعاصرة ممثلة بالقائد الرمز فخامة الأخ علي عبدالله صالح، رئيس الجمهورية ومعه الكثيرون من المخلصين الشرفاء - أن تحقق أكبر منجز وطني في التاريخ الحديث.. ألا وهو الوحدة اليمنية المباركة في ال 22 من مايو 1990م. هذه الوحدة التي خطت بمسيرة نهضة وبناء الدولة اليمنية الحديثة خطوات كبيرة إلى الأمام لا يمكن قياسها بالزمن ولكن بمقدار مدلولها التاريخي والوطني والولاء الكبير لله والوطن وثورته المجيدة، وبمقدار ما عملت الوحدة اليمنية على إنجازه على أرض الواقع من طفرة تنموية وخدمية وحياتية بشكل عام للمواطن اليمني وعلى رأس هذه المنجزات المساحة الكبرى التي تحققت بالوحدة اليمنية للنهج الديمقراطي على الساحة السياسية في بلادنا لدرجة صارت اليمن من أوائل دول المنطقة المصنفة ديمقراطياً. ونحن هنا وفي هذه المساحة لسنا بصدد رصد منجزات الوحدة اليمنية بقدر ما يهمنا رصد المتسع الديمقراطي الذي نما وتنامى كثيراً في وطننا في ظل زعامة قيادتنا السياسية الحكيمة التي راهنت كثيراً على هذا النهج، وخسرت أمام إصرارها على كل الرهانات الخاسرة التي وقفت بشكل أو بآخر ضد الديمقراطية السليمة التي أكدها مراراً وتكراراً فخامة الأخ رئيس الجمهورية كنهج لا بديل له وكخيار ارتضيناه رغم أنف كل الأزمات والعراقيل التي صنعها المتطفلون على الديمقراطية وباءت كل محاولاتهم بالفشل. إذ أن الديمقراطية ومتسعها المترامي الأحلام الذي تنعم به اليمن اليوم هي من منجزات الوحدة اليمنية والروح القيادية والوطنية التي عملت جاهدة على تحقيق الوحدة وإخراجها من ذاكرة التمني إلى كونها أصبحت حقيقة معاشة هي نفسها القيادة التي حرصت كل الحرص على الحفاظ على المنجز الوحدوي الكبير «الديمقراطية» وعملت ومازالت تعمل وسوف تبقى كذلك على رعاية النهج الديمقراطي في بلادنا ودعمه وتطويره وصونه من كل سوء، الأمر الذي يجعل من يشكك في ديمقراطية اليمن ونهجها الممارس متهماً بسوء النية وبالتشكيك في مصداقية الوحدة اليمنية التي تعيشها البلاد حقيقة لا مجال فيها للإنكار أو المزايدة..وبالتالي فإن القيادة السياسية وهي ترعى من موقعها المسؤول فعاليات الحراك الديمقراطي على الساحة السياسية إنما تؤكد للجميع مدى حرصها على المصلحة العليا للوطن وعلى مدى إيمانها بأن اليمن وطن الإيمان والحكمة، وعلى راعي مسيرتها الأول صانع الوحدة والديمقراطية والنهضة التنموية الحديثة أن يكون الأشد حرصاً على مصلحة الوطن والشعب عامة وأشد حرصاً على منجزات الوطن الوحدوية والديمقراطية بشكل خاص وهذا ما كان له أن يتحقق لولا أنه يغترف من ينابيع الحكمة اليمانية وعلى هدى من هذه الرؤية الحكيمة يشعل ضوءاً في خضم الظلام ويزرع حقلاً في خضم اليبس ويكبر حتى يصبح بحجم الوطن متسعاً للجميع وحاضناً للجميع وراعياً لليمن الواحد الموحد القوي بإيمانه وحكمته وأصالته وحضارته وتاريخه العريق.. وإلا كيف لليمن أن يكون وطن الإيمان والحكمة كما وصفه بذلك سيد الخلق أجمعين رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وقيادته ليست كذلك؟، لهذا فإن ما يبعث على الاستغراب والدهشة ما نلمسه اليوم من البعض على الساحة وهم يطلقون تعليقاتهم على موضوع تأجيل الانتخابات البرلمانية وهو ما صدر عن مجلس النواب. إذ أن من هؤلاء من سمعناهم كثيراً ينادون بأصوات عالية ومنفعلة بضرورة معالجة أي خلاف قائم بين الحزب الحاكم والمعارضة بما يعود مردوده إيجابياً لخدمة النهج الديمقراطي نفسه.. فهل أخطأ البرلمان حين غلّب المصلحة العليا للوطن فوق كل اعتبار لتسير القافلة على درب البناء والتطور.. أليس من مصلحة اليمن، ومن الحكمة أيضاً أن تسير كافة الأطياف معاً إلى الانتخابات النيابية القادمة وفي إطار المسار الديمقراطي؟. حتى وإن كانت الديمقراطية في بلادنا يشوبها بعض الأخطاء.. أليست من الحكمة معرفة هذه الأخطاء ومعالجتها لدعم المنجز الديمقراطي بشكل عام مادامت النوايا حسنة بإذن الله تعالى؟!.. إننا كشعب يمني أصيل يحب وطنه ويسعى جاهداً إلى غده الأفضل نرحب بكل ما من شأنه خدمة المصلحة الوطنية العليا وبكل ما من شأنه قادر على فضح الرذيلة وأربابها لتسود الفضيلة وتذهب ريح الخيانات والمزايدات والولاءات الضيقة، وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض.. إننا مع الحكمة القيادية في بناء اليمن وحدوياً وديمقراطياً وتنموياً، فإذا كان هناك من لا يعجبهم العجب، فهذا شأنهم، أما الوطن فإنه بخير، وستظل الحكمة اليمانية شعارنا الدائم في الحياة بإذن الله.