ها نحن نقترب أكثر فأكثر من الموعد الزمني المحدد رسمياً للانتخابات البرلمانية القادمة «أبريل 2009م» وها هي اليمن تتجلى عظمتها أرضاً وقيادة وشعباً، وهي تسمو على كل المعوقات وباختلاف أشكالها وألوانها، وبكل ثقة تمضي على الدرب بغية الوصول إلى الأهداف المرجوة والتي تصب في خدمة الصالح العام إن في الجانب التنموي أو الديمقراطي أو التعليمي أو.. أو... الخ. ولقد أثبتت اليمن بما لا يدع مجالاً للشك أنها وطنٌ حضاري يسعى بإمكاناته المتواضعة إلى تثبيت مداميك أصالته الحضارية والعمل على تجددها بما يحقق التوأمة الحكيمة بين الأصالة والمعاصرة، فالوحدة اليمنية والنهج السياسي الديمقراطي والانفتاح على العالم من حولنا علمياً واقتصادياً وتنموياً واجتماعياً لم يؤثر قط على حرص قيادتنا السياسية الرائدة ممثلة بفخامة الأخ رئيس الجمهورية، لم يؤثر على حرصنا على المحافظة على تاريخ وموروث اليمن عمرانياً وثقافياً ودينياً وإنسانياً.. إلخ. وبقدر ما يجتهد المخلصون في الحفاظ على صورة اليمن السعيد وعلى مقومات كينونتها أرضاً وإنساناً عبر التاريخ؛ بقدر ما يحرصون أيضاً على بناء الدولة اليمنية الحديثة بناءً تنموياً وديمقراطياً سليماً يعتمد على مصوغاته الدستورية والقانونية وعلى أخلاق شعبنا ووطننا الموروثة منذ القدم. وهذا ما جعل اليمن تصنع لنفسها مكاناً مميزاً على الخارطة العربية والإسلامية والدولية؛ فينمو يوماً بعد يوم ويحقق مساحة أكثر اتساعاً لحراكه النهضوي العام في إطار حياتنا المعاصرة، والديمقراطية في بلادنا وجهٌ من وجوه المنجزات العظيمة التي تحققت لليمن في ظل حرص قيادته المخلصة وشعبه الطموح على عدم التفريط في الثوابت والأسس الوطنية وعملية بناء اليمن التي تزهو اليوم بما وصلت إليه إنما هي عملية مترابطة بعضها ببعض، وأي خلل يحدث في فقرة من فقراتها إنما هو هدم كل الفقرات. فالفوضى الديمقراطية مثلاً لو سادت والعياذ بالله فسوف تعكس فوضاها سلباً على كل أجزاء البناء المترابط، وسوف يطال الهدم كل منجزاتنا اليمنية العظيمة، وهذا ما يعرفه المتربصون باليمن ويخططون له، بمعنى أن بلادنا - والحمد لله - تعيش واقعاً متلاحماً خاصة بين الشعب والقيادة السياسية، فإذا نجح من يسعى إلى الإساءة إلى الوطن في تفكيك ولو جزء من تلك اللحمة القائمة لنفذ منها الوباء ليشمل كل أجزاء الوطن وخيراته ووحدته وتراثه وتاريخه ومكتسباته الوطنية. لهذا فإننا نعلم علم اليقين وعلى ثقة كاملة بأن قيادتنا السياسية عامة وخاصة منها فخامة الأخ الرئيس على قدر كبير من الفهم والحكمة والعلم بما يدور على الساحة وبما يخطط له، وكانت مواقف هذه القيادة الوطنية الواعية والحكيمة تقف بالمرصاد أمام كل المعوقات المفتعلة وإبطال مفعول مراميها لتصل بالوطن إلى حياة آمنة مستقرة تحترم النظام والقانون وتعمل بتنكر كامل للذات وتغلب المصلحة العليا لليمن فوق كل اعتبار؛ وهذا ما رأيناه ولمسناه جلياً في التعامل الحكيم مع الكثير من المعوقات كأحداث العنف، والمقاطعات، وأخيراً مواقف اللقاء المشترك من الاستحقاق الديمقراطي القادم «الانتخابات البرلمانية 2009م». وما نريد تأكيده هنا هو أن الخير دائماً هو من ينتصر، وأن الشر دائماً هو المهزوم وإن تعالى.. وأن من يزرع الشوك لا يجني العنب، كما أن من يزرع الخير يجنيه، فالانتخابات رغم كل ما حدث ولايزال يحدث سوف تقام في موعدها بإذن الله تعالى، واليمن بشكل عام إنما هي كالبحر المترامي، لا يضره من رماه بحجر، ولنا في كلام الله تعالى الشاهد الذي ليس عليه أي غبار ولا مجال للجدل فيه؛ إذ يقول: «فأما الزبد فيذهب جفاء،ً وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض». من أجل ذلك دعواتنا الصادقة لكل الأطياف أن تسمو سمو اليمن عبر تاريخه العظيم؛ وتكبر كُبر اليمن أمام كل رياح السوء التي هبّت عليها منذ القدم ولم يتحقق لها «أي تلك الرياح السيئة» أي من أهدافها، وعلى الجميع أن يكون الوعي والوجه الحضاري لليمن التاريخ والحكمة والإيمان.. فالوطن غالٍ ولا يستحق من أبنائه ما يعيق مسيرته على درب الحياة المتألقة الطموحة. إن المواقف السلبية والمعادية لا تفضح إلا أصحابها، وإن المواقف العظيمة والإيجابية هي من تصنع أبطالاً على مر التاريخ يزهو بهم اليمن. فلنكن أهلاً بهذا الوطن أرضاً وحضارة وتاريخاً، ولنعمل على الدفع بعجلة التنمية والنهضة والحياة الآمنة المزدهرة إلى الأمام خدمة لهذا الشعب الأبي والمصلحة العليا لليمن، ولنفتح قلوبنا ليوم ال 72 من أبريل 2009م القادم بسلوك يرسمنا في عيون الآخرين شعباً حضارياً ولاؤه للوطن والثورة والوحدة والديمقراطية والتنمية.