أحد المراسلين لإحدى القنوات الفضائية أرسل تقريراً من القدس الغربية حول اجتماع وزاري مصغر برئاسة نتنياهو رئيس وزراء اسرائيل عُقد من أجل اتخاذ قرار سباعي يحظى من حيث المبدأ ومن قبل أن تعلن النتيجة؛ وهو رفض تشكيل لجنة دولية للتحقيق في مذبحة البحر الأبيض المتوسط الاثنين قبل الماضي على متن سفينة مرمرة التركية التي كانت في مقدمة الأسطول المتعدد الجنسيات الذي جاء لكسر الحصار الاسرائيلي على غزة. وقد رفضت اسرائيل التحقيق الدولي وقررت أنها وحدها التي ستحقق مع الجنود والضباط الذين هاجموا الأسطول الإغاثي وهو في المياه الدولية وبدرجة عالية من الشدة لتلقين ما يزيد عن ستمائة ناشط ينتمون إلى أكثر من أربعين بلداً وكثير منهم مشهورون بمناصبهم ونشاطهم الصحفي والقانوني والإنساني والفكري ومنهم الصحفية الأمريكية العجوز هيلين توماس التي أجبرت على الاستقالة الأسبوع الماضي من عملها كمديرة لأخبار البيت الأبيض وتم فصلها من نقابة أو وكالة الصحافة الأمريكية لأنه لا توجد نقابات مهنية في الولاياتالمتحدة. فقد قال ذلك المراسل بأن المحققين الاسرائيليين هم من غلاة العسكريين الذين يحظون بنفوذ كبير في الجيش والاستخبارات وفي رئاسة الوزراء والكنيست باعتبارهم يهوداً صالحين لا يتزحزحزون عن عقيدتهم في إفناء العرب عموماً من الوجود والفلسطينيين بصورة خاصة الذين يرددون داخل الولاياتالمتحدة منذ قيام اسرائيل عام 48م «ادفع دولاراً تقتل عربياً».. وذلك بعكس ما يزعمون عن خلوهم من العنصرية واتهامهم لكل من ينتقدون سياساتهم وممارساتهم في فلسطين وخارج فلسطين بالمعادين للسامية. قال إن المحققين في مقدمة المتهمين بارتكاب المجزرة بالتخطيط والتوجيه والدعم المعنوي واللوجستي، وسيكون قرارهم براءة المتهمين من الدرجة الثانية، أي الذين باشروا في الهجوم وإطلاق النار العشوائي ليتلقى كل شخص من ركاب السفينة ثلاثين طلقة، فمات التسعة الأتراك في الحال، وجرح آخرون من نفس الجنسية ومن جنسيات أخرى بعضهم ظهروا في القنوات العربية والأجنبية تسيل الدماء من رؤوسهم وتغطي وجوههم وتنبع من أرجلهم وصدورهم بغزارة ثم فارقوا الحياة وتم إنقاذ البعض الآخر في المستشفيات الأردنية وهم ايرلنديون وماليزيون واندونيسيون وغيرهم. وخلافاً للإجماع الدولي الشعبي وبعض الرسمي على إدانة اسرائيل واستنكار ما قام به جنودها بقيادة ايهود باراك، وزير الدفاع، ورئيس الأركان غابي اشكنازي على الوحشية وانتهاك القانون الدولي إشارة إلى ارتكاب الجريمة في المياه الدولية ضد العزّل الذين لم يتسلحوا سوى ببعض العصي للدفاع عن النفس وليس لمهاجمة القتلة الذين دائماً ما يرددون هذه العبارة فيلقون من يؤيد مزاعمهم ويردد أقوالهم في وصف وتبرير الجريمة على أنها دفاع عن النفس. وكان جو بايدن، نائب الرئيس الأمريكي أول من دافع عن العدوان الاسرائيلي على المتضامنين العزّل من الأسلحة بانفعال واضح وغضب من رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان النابع من تأييد الشعب التركي ومناصرته للفلسطينيين وخاصة في غزة لما رأى بايدن أن ورطة اسرائيل الأخيرة أكبر من أن ينقذها منها هو ومعه اللوبي اليهودي والصهيومسيحيين في الولاياتالمتحدة. واستهجان كل من شاهده وهو يتكلم بيديه ولسانه في تأكيد ما هو كذب وبهتان بأن ما قام به الكوماندوز الاسرائيلي دفاع عن النفس خاصة بعد أن بدأت الصور ثُبث من القنوات الفضائية والشهادات على ما جرى خلال دقائق بأنه هجوم متعمد وقتل محترف يعكس التعطش لدماء الأبرياء بما فيهم هؤلاء المتعاطفون مع الفلسطينيين. ولما رأى بايدن أنه قد وقع في الخطأ الكبير سافر إلى مصر ليقوم بالالتفاف على التحرك التركي الرسمي والشعبي والذي لاقى ترحيباً شعبياً عربياً وإسلامياً وأجنبياً واسعاً بقوله إن إدارته تريد بحث وسائل جديدة للتخفيف من الحصار على غزة. ورد عليه الفلسطينيون في غزة باسم حركة حماس بأنه تهديد مبطن باستمرار الحصار وسعي آخر لتشريعه وتقنينه وفق رؤية ايهود باراك ورئيس وزرائه بأن الذي يستحق الإنقاذ هو جلعاد شاليط الأسير لدى حماس وليس المليون ونصف المليون فلسطيني المحاصرين من كل شيء وفي كل شيء حتى من بعض جيرانهم!!.