تستعد محافظات حضرموتوإب وأمانة العاصمة هذه الأيام لإقامة مهرجاناتها السياحية السنوية «مهرجان صيف صنعاء، ومهرجان البلدة، ومهرجان إب السياحي»..، والتي تنظم بهدف إبراز الوجه السياحي التي تتمتع به هذه المحافظات والتعريف بالمنتج السياحي فيها وفي اليمن عموماً وتراثه الأصيل الضارب جذوره في أعماق الأرض، وتستهدف أيضاً الترويج للسياحة البينية .. لاسيما وأن هذه المهرجانات تشارك فيها عدد من الدول العربية.. تسهم هذه المهرجانات بالتأكيد في الترويج بشكل عام لليمن سياحياً..، وتعكس بإقامتها وتدشين فعالياتها السياحية والتراثية والثقافية الصورة الحقيقية لليمن سياحياً ليس على المستوى الداخلي وحسب، بل والعربي والإقليمي والدولي عموماً..، وتفتح نافذة عالمية أمام السياح القادمين إلى بلادنا لمعرفة المزيد عن هذا البلد الزاخر بكل المقومات السياحية بأنواعها وأشكالها المختلفة.. جميل هذا الحراك المعتمل في الجانب السياحي تنمية وتراثاً وإبداعاً..، والأجمل منه أن تتوسع إقامة هذه المهرجانات لمحافظات أخرى لاسيما وأن اليمن بكاملها تزهو بطبيعة ساحرة وتنوع بيئي ومناخي تفتقر له الكثير من البلدان التي استطاعت عبر السياحة أن تنمو وتحتل الصدارة في الكثير من المجالات الحياتية المختلفة.. تعز مثلاً لا يمكن إغفالها تاريخياً وعبر مراحلها المختلفة، كما لا يمكن القفز على طبيعتها الساحرة التي حباها الله بها، وبالتنوع المناخي الذي يختلف في الأودية وفي الجبال وفي المناطق الساحلية..، كما أن منتوجها السياحي غني ومتميز ومتنوع ومليء بالقصص والحكاوي، وهو بحاجة إلى التعريف به والترويج له لاسيما على المستوى الداخلي. كنت قبل عامين وفي هذه الزاوية بالتحديد تساءلت عن الأسباب التي تحول أمام عدم إقامة مهرجان سياحي سنوي في تعز.. وقلت: تعز هل هي الاستثناء؟!.. واليوم أكرر السؤال نفسه على وقع مهرجان الرياحين الذي دشن أمس الأول في تعز ويستمر ستة أيام فقط.. أكرر السؤال الباحث عن تعز السياحية.. تعز التي حباها الله من الجمال شطراً ومن التراث والأصالة نصيباً ومن التاريخ مراحل لا تنسى، ومن الطبيعة روعة ودهشة.. أكرر السؤال نفسه الباحث عن التنمية السياحية في تعز.. عن المنتج السياحي التعزي المنسي، وعن الترويج لتعز السياحة على المستويين الداخلي والخارجي.. كنت أتمنى اليوم وتعز تدشن مهرجان رياحينها.. أن يكون الحديث عن تعز السياحة بمهرجانها الكبير..، وكان بالإمكان أن يكون مهرجان الرياحين جزءاً من المهرجان الكبير الذي ما زلنا نبحث عنه منذ سنوات وسنبقى نتحدث ونثير التساؤلات الكثيرة حوله حتى يتحقق ونعيشه حدثاً متجدداً عاماً بعد آخر .. نجحت محافظاتنا الأخرى في الاحتفاء بنفسها وإبراز وجهها السياحي الخلاب.. ومع هذا النجاح المتجدد هل نقول فشلت تعز؟!.. تحية للمنظمين لمهرجان الرياحين في تعز.. تحية لهذه الوجوه التي نراها اليوم وهي تغرس فوق الرؤوس أكاليل تعز الفواحة عطراً.. تحية لهم وهم يوزعون ابتساماتهم على الوجوه مصحوبة بروائح الرياحين..