إذا كان الاختلاف في الرأي لايفسد للود قضية، وكان ذلك شعار الجميع، فلماذا تلجأ أحزاب اللقاء المشترك إلى الكيد السياسي للانتقام من الشعب وتعريض السيادة والوحدة الوطنية للخطر كلما اختلفت مع المؤتمر الشعبي العام التنظيم السياسي الحاكم الذي منحه الشعب الثقة المطلقة؟ ثم لماذا لاتدرك أحزاب اللقاء المشترك أن نكايتها بالوطن أشد فتكاً من المتمردين والانفصاليين والقاعديين؟ وكيف تفهم هذه الأحزاب التعددية السياسية؟ وماهي الديمقراطية التي تريد فرضها على الهيئة الناخبة؟ وماهو الصندوق الذي تريد أو ترغب في احترام نتائجه؟ وإلى متى تظل هذه الأحزاب غير المؤلفة في تكتل اللقاء المشترك تسوم الناس سوء العذاب وتقلق حياتهم الاجتماعية وتنغص عيشهم اليومي؟ إن الأفعال والتصرفات التي تمارسها أحزاب اللقاء المشترك بمثابة الرسائل العلنية لدعم الخارجين عن الدستور والقانون، والدليل على ذلك أن هذه الأحزاب لم تدن أية أعمال إرهابية إجرامية، بل وصل بها الأمر إلى تبرير تلك الأعمال نكاية بالشعب الذي حجب عنها الثقة، ومحاولة لإسقاط النظام تمهيداً لدخولها في صراعات دموية في غاية الخطورة بين مكونات تكتل المشترك الذي لايؤمن بالائتلاف بقدر ما يؤمن بالاقتتال والتناحر على السلطة، وفي كل الأحوال الشعب هو الضحية، لأن هذه الأحزاب وقيادتها لاتجرؤ على المواجهة والمصارحة فيما بينها لكي تكف الأذى عن الشعب، وهي لاتجيد إلا التآمر والتناحر والتغرير بالأبرياء من الناس: الذين تجعل منهم وقود نار الاختلاف والاقتتال فيما بينها دون رادع من ضمير أو شعور بالمسئولية. لقد برهنت الأحداث أن تلك الأحزاب لا تمتلك رؤيا موحدة تدخل بها الحوار الوطني مع المؤتمر الشعبي العام والأحزاب والتنظيمات السياسية، لأنها مسلوبة الإرادة ولا تمتلك غير تغذية الفتن وإشعال الحرائق وصب الزيت على النار، وهي تدرك أن ذلك الأسلوب الشيطاني لايحقق الخير العام للوطن والمواطن على الإطلاق، ولأن هذا الإدراك موجود سراً وعلناً لدى قيادات المشترك، فإنها تعتبر ذلك جزءاً يسيراً من الانتقام من الشعب والهيئة الناخبة الذي منع عنها الثقة، لأنه رأى عدم أهليتها لحمل أمانة المسئولية. ولئن كانت تلك الأحزاب لاترغب إلا في إذكاء نار الفتنة بهدف القضاء على الأخضر واليابس، فإن على الشعب أن يدرك أين تكمن مصلحته؟ ومن الذي سهر على أمنه واستقراره وإيصال التنمية إليه أينما كان؟ وأن تعد العدة للاستحقاق الانتخابي القادم الذي سيسقط شرعية هذه الأحزاب السائرة في طريق الشيطان بإذن الله.